لمحة عن أنشطة بيتنا اليومية في شمال غرب سوريا
تشرين الثاني 25، 2021 - على الرغم من صعوبة الوضع بالنسبة لملايين السوريين في شمال غرب سوريا، لا يزال الكثير منهم يؤمنون بضرورة الحفاظ على حياة ونبض المجتمع المدني، والسعي بنشاطه إلى مستقبلٍ أفضل. من خلال برنامج بيتنا إنلاين، والذي ينفذ مشاريعه داخل سوريا، يتم عقد العديد من الأنشطة والدورات التدريبية بشكل مستمر. كما يكرس بيتنا نفسه لبناء وتعزيز العلاقة بين منظمات المجتمع المدني المختلفة، وتمكين الأفراد والجماعات في المجتمعات التي يعملون فيها.
ساعدت بيتنا العديد من المنظمات والجمعيات على النمو، من خلال المشاريع والمنح لتمويل المشاريع الصغيرة لمختلف المنظمات مثل منظَمَتَيْ صانعات التغيير ومداد الإنسانية. كما قدمت مجموعة متنوعة من الأنشطة العملية لرفع قدرات المنظمات الشريكة. في العامين الماضيين، على سبيل المثال، قدمت بيتنا تدريباً على التطوير التنظيمي لمجموعات المجتمع المدني، تعلموا من خلاله بناء وإدارة فرقهم بشكل أفضل، وتشكيل مجموعات مستدامة تعمل معاً وفق قوانين وأنظمة موحّدة. إحدى المبادرات الناتجة، على سبيل المثال، تضمنت توزيع منشورات توعية صحية، والمساعدة في مشاريع إعادة الإعمار، وساعدت المجالس المحلية في مشاريعها الصغيرة الخاصة. وكذلك تدريب المشاركة المجتمعية والرأس مال المجتمعي، والذي تعرف من خلاله الشركاء على أن استمرارية العمل لا تعتمد فقط على المال وإنما على الموارد المتاحة كذلك ضمن المناطق التي تعمل بها المنظمات.
"شكَّل التدريب منعطفاً مهماً في فهمنا لدورنا في المجتمع ولضرورة الإلمام المستنير بالموارد الموجودة وآليات توظيفها بشكل خلاق في المشاريع المنفذة. خلال التدريب رسخت لدي قناعة أن التوقف عن التعلم هو بداية الجهل، وأن دوام التعلم هو ما نحتاجه في عملنا في بيئة المتغيرات التي تحيط بنا وتعصف بثورتنا وجمهورها يوما بعد يوم."، قال لنا عبد السلام الحجازي، مدير منظمة مداد الإنسانية.
يعتمد عمل بيتنا في شمال غرب سوريا بشكل كبير على المهنية والخبرة التي يتمتع بها مديرو المشاريع والمنفذون المحليون. تقوم إحدى المنسقات الميدانيات في إدلب وريفها، نور، بزيارة شركاء بيتنا بانتظام في المشاريع الحالية؛ تراقب العملية، وتضمن حضور المستفيدين لمختلف الأنشطة مثل التدريبات وورش العمل، وتشرف على الخدمات اللوجستية، وتقدم تقارير مفصلة عن تنفيذ المشروع المحدد. إنها متخصصة في حل المشكلات.
بالإضافة إلى تحديات العمل في إدلب في ظل الظروف الحالية، تدرك نور وزملاؤها دائماً خطر الضربات الجوية - وهو خطر محتمل يصعب التنبؤ بحدوثه، ويعتمد على اتصالات واضحة وفي الوقت المناسب بين مراكز المراقبة في جميع أنحاء المنطقة. يقوم المنسقون الميدانيون مثل نور بإخطار الزملاء والمستفيدين المعنيين، لممارسة أعلى مستويات الأمان الممكنة.
عندما سألنا نور لماذا اختارت القيام بهذا العمل مع بيتنا، أجابت: "لم نختر أدوارنا في الثورة، لقد اختارتنا هذه الأدوار عندما بدأنا العمل مع الحركات الشعبية منذ البداية". واستُكْمِل ذلك، برأيها، من خلال زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الراغبين في القيام بواجباتهم المدنية ومساعدة مجتمعاتهم - وهي رغبة يشاركها عدد متزايد من النساء. بعد أن بدأت العمل بمركز نسائي مهني في إدلب كان مدعوماً من قبل بيتنا ووفر التدريب وبناء المهارات للنساء الباحثات عن عمل أو الراغبات في بدء عمل تجاري، انضمت نور إلى فريق بيتنا قبل عام. "لقد أدى العمل مع المجتمع المدني إلى زيادة وعي الناس ورفع مستواهم الفكري، حيث يعملون من أجل العدالة الانتقالية ولأيامٍ قادمةٍ أفضل"، على حد تعبيرها.
لا تزال مشاركة المرأة في كل مبادرة ذات أهمية خاصة لبيتنا في جميع مناطق نشاطها. تعمل الشبكات في عدد من المحافظات في سوريا لتحقيق أهداف مشتركة. ويضم أحد مشاريعهم العديد من الشركاء من عدة مناطق، يقومون بتدريبات موحدة باتباع نموذج منظم لدعم الأفراد في بناء المجتمع المدني. من خلال تدريبات مشتركة على تطبيق زووم، يقوم الناس من مختلف المناطق في سوريا بتشكيل تكتلات اجتماعية وإنسانية وسياسية ومدنية توحد المناطق المختلفة.
واصلوا متابعة عملنا عبر موقعنا ومنصاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نستمر في تمكين المجتمع المدني من أجل مستقبل أفضل في سوريا.