نزرع أملاً جديداً لسوريا

21 آذار 2022 - تحدث العديد من حملات المناصرة ودعم المجتمع هذه الأيام في الفضاء الإلكتروني، ولكنها لا تصل إلى فئة اجتماعية كبيرة. تبقى هذه الحملات ضمن مجموعة محدودة من الناس وقد لا تحقق مساعيها وأهدافها بالشكل المطلوب. لذلك، يدعم بيتنا بشكلٍ دائم الحملات الميدانية على الأرض داخل سوريا ويقدم كل إمكانياته لتلبية احتياجات المنظمات المؤسِّسة لهذا النوع من الحملات، لدعم المجتمع المدني السوري ومساعدته على تحقيق أهدافه.

من خلال عملهن مع الشباب والشابات في المجتمع، تسعى قائدات منظمة "بصمة جنوديات" إلى تنفيذ مشاريع رائدة في المنطقة لم يتم القيام بها من قبل، للحفاظ على تجديد العمل المدني وعدم تنفيذ مشاريع نفذتها منظمات أخرى، من أجل تجنب إهدار الموارد والمشاركة في دعم المنطقة بما تحتاجه حقاً.

ضمن سلسلة تدريباتهن الأخيرة، رأت عضوات المنظمة أن المدينة بحاجة إلى تفعيل مشاركة المزيد من الأفراد في المجتمع، لدعم عمل منظمات المجتمع المدني والتوعية بدورها لإفادة الأفراد والمنظمات على حدٍ سواء.

ومن هذا المنطلق قررن مع متدربيهن ومتدرباتهن القيام بحملة تشجير للمنطقة في بلدة الجنودية التي كانت من أجمل البلدات بأشجار الزينة المنتشرة داخل المدينة والغابات الشاسعة التي أحرقها النظام السوري ليمنع الناس والثوار من الاختباء فيها أثناء قصفه للبلدة.

تم تقسيم المتدربين والمتدربات إلى فرق داخل المدينة لنشر الوعي وتشجيع المشاركة الفعالة لأفراد المجتمع في حملة التشجير. فذهب المتدربون إلى أصحاب المحلات والمساجد، فيما زارت المتدربات المعاهد والمدارس والمنازل للتحدث مع ربات البيوت وحثهن على تعليم أبنائهن احترام الغراس والحفاظ عليها وعدم الإضرار بها أثناء اللعب. كما قام المتدربون/ات بتعريف أنشطة المركز وحثوا الأهالي على المساهمة في عمل منظمات المجتمع المدني ودعم عملها.

في البداية، كانت الفكرة بزراعة أشجار السرو، لكن المدربات أعطين الفرصة للمشاركين/ات بإبداء آرائهم/ن حول الأشجار التي يجب زراعتها، وهي لفتة قدرها المشاركون/ات كثيراً. واقترحوا/اقترحن زراعة أشجار الزنزلخت بالقرب من المساجد والمدارس، وأشجار اللوز على مداخل البلدة لجمال أزهارها في الربيع. كما اقترح المشاركون والمشاركات زراعة أشجار الغار والزيتون حول المقابر وفي الشوارع المحيطة بالبلدة، إذ توفر هذه الأشجار مصدراً للثروة وعائداً مادياً للسكان.

وقالت غروب بيطار مديرة منظمة بصمة جنوديات: "فاقت الحملة توقعاتنا، إذ كنا نتوقع مشاركة بعض الناس معنا، لكننا اندهشنا بالمشاركة الكبيرة من كافة شرائح المجتمع بصغارها وكبارها". أضافت إن المتدربين دعوا بعض الأطفال للزراعة معهم خلال الحملة، وأخبروهم أن كل شجرة يزرعونها ستصبح باسم من يزرعها. كما شرحوا للأطفال كيفية الزراعة والري والاعتناء بالغراس، وبهذا تعلم الأطفال تحمل المسؤولية بشكل غير مباشر وتعلموا كيفية المساهمة في العناية بجمال مدينتهم.

وأضافت غروب: "اتصل بنا بعض أصحاب المتاجر وطلبوا منا زراعة بعض الغراس أمام محلاتهم، وقالوا أنهم سيهتمون بها حتى تكبر. لقد أرادوا المشاركة في الحملة وتجميل الشوارع المحيطة بهم".

كذلك، أخبر بعض المشاركين المدربات أنهم عندما بدأوا الحفر في إحدى المناطق، اكتشفوا أن التربة غير صالحة للزراعة فيها، لذلك ذهبوا إلى قرية مجاورة لجلب التربة المناسبة لزراعة الغراس التي تم ائتمانهم عليها. وأوضحت غروب "لم يكن هذا من بين المهام، وربما كنا سنقترح عليهم تغيير المكان، لكن إرادتهم ورغبتهم الحقيقية في المشاركة جعلتهم يتوصلون إلى حلول إبداعية".

كما قدمت إدارة الدفاع المدني الموجودة في البلدة آلات لحفر التربة في بعض المناطق، وجلبت خزانات المياه، وتعهدت بمواصلة هذا العمل حتى تنمو الغراس. كما أزالوا الأنقاض التي تراكمت حول مدخل البلدة جراء قصف قوات النظام.

قبل نهاية الحملة، والتي زُرع من خلالها 482 شجرة، تواصل عددٌ من وجهاء البلدة الكبار مع المنظمة وطلبوا معرفة المزيد عن الحملة. تم تزويدهم بجميع المعلومات ودعوتهم لحضور جلسات التوعية. وبالفعل، بدأوا في الحضور ومن ثم عرضوا على المنظمة تقديم أي شيء يمكنهم القيام به للمساعدة في عملها.

"لقد كانت حملةً رائعة. وصلنا إلى مجموعة كان من الصعب الوصول إليها من قبل، وعرفّناهم على منظمتنا وعملنا وخدماتنا، وحصلنا على تضامنهم ومشاركتهم الفعَّالة في عملنا. في الحقيقة، هذا أحد أهدافنا الأساسية في عملنا ومن خلال الحملة؛ اشراك كافة شرائح المجتمع في عمل منظمات المجتمع المدني .. لقد نجحنا!". أنهت غروب حديثها بسعادة!

Previous
Previous

تدريبات ومساقات وموارد تعليمية للجميع

Next
Next

رسائل السلام والمناصرة والحشد من سوريا