رسائل السلام والمناصرة والحشد من سوريا

28 شباط 2022 - بدون القدرة على إنشاء جمعيات تطوعية، تصبح مناصرة القضايا ونشر دعواها على نطاق واسع أكثر صعوبة. لذلك، تشجع المنظمات مثل بيتنا الناس على أن يكونوا على استعداد لاتخاذ بعض الإجراءات لتعزيز قضية أو هدف مشترك، والتعاون من أجل الصالح العام، وملء المساحات الاجتماعية التي لم يتم تغطيتها بالفعل على المستوى الكلي أو مستوى الأسرة.

أدركت منظمة "نساء للسلام" أهمية المناصرة من داخل سوريا وجعلت مهمتها الرئيسية تقديم المساعدة إلى الناس في مجتمعهم/ن. تقوم المنظمة بإجراء ورش عمل دورية مع شباب وشابات مدينتهم/ن لنقل رسائل مناصرة قوية للمشاركين/ات، ونشر ثقافة حشد التأييد وتمكين مجموعة من النساء والشباب ليكونوا/يكنَّ رأس مال مجتمعي.

بعد انتهاء المشروع، شعر الفريق أن التجربة كان لها تأثير جيد وساعدت في تغيير حياة المتدربين/ات. عرّفتهم/ن الأنشطة على العمل المدني مع تطوير مهاراتهم/ن، وتعميق فهمهم/ن لأسس وقيم العمل والمشاركة المدنية وتحويلهم/ن إلى ناشطين/ات ومؤثرين/ات في المجتمع، مجهزين/ات بمعرفة المجالات المجتمعية المختلفة مثل جمع البيانات وتحليلها، مهارات الاتصال وبناء التحالفات والفِرَق والإدارة والمزيد. استمروا/استمرين في تطوير مهاراتهم/ن الجديدة من خلال الحملات والأنشطة التي قاموا/قمن بها لاحقاً.

أهلت المعارف والخبرات المقدمة العديد من المتدربين/ات للمشاركة والعمل مع المؤسسات المحلية في المنطقة. وردة مثلاً، إحدى الفتيات اللواتي شاركن في المشروع وتعاني من إعاقة في أطرافها مما يؤثر على حياتها بشكل عام. ومع ذلك فهي فتاة طموحة تؤمن بقدراتها وتسعى إلى أن يكون لها دور إيجابي في المجتمع.

استفادت وردة من التدريبات في تطوير قدراتها في أكثر من مجال، لا سيما في مجال الاتصالات، وجمع البيانات وتحليلها، وإدارة وتيسير الجلسات. واصلت النمو والمشاركة في العديد من الأنشطة والمبادرات التطوعية التي نفذتها منظمة نساء للسلام أو فرق أخرى. ونتيجةً لمشاركتها النشطة في العديد من الأنشطة، وجدت وردة عملاً دائماً مع إحدى المؤسسات المدنية في المنطقة.

على مستوى المجموعة، قسم المدربون والمدربات المشاركين/ات إلى ثلاث مجموعات، كانت إحدى المجموعات تتكون من خمسة عشر امرأة من جميع مكونات وشرائح المجتمع. وكانت المجموعة مسؤولة عن العمل في القضايا التي تهم المرأة، وعقدت جلسات حوار ضمت العديد من الناشطات وممثلات عن الأحزاب المهتمة بالمرأة. احتل موضوع زواج الأطفال/الطفلات المرتبة الأولى ضمن أجندة أعمال المجموعة وركزن جلَّ جهودهن عليه، حيث أطلقن حملة توعية لمعالجة الظاهرة المنتشرة على نطاق واسع في المجتمع والتي لها آثار سلبية على الأطفال/الطفلات الذين/اللواتي يجبرون،يجبرن على الزواج في سن مبكرة.

استمرت الحملة لمدة شهرين وشملت توزيع استبيانات حول زواج الأطفال/الطفلات بين المواطنين. ثم قام الفريق بتحليل ومناقشة نتائج هذه الاستبيانات، وعقد جلسات نقاشية ومقابلات مختلفة مع الفتيات المتأثرات بهذه الظاهرة.

تضمن العمل:

- إطلاق حملة إعلامية على منصات التواصل الاجتماعي.

- توزيع اللوحات التوعوية في الشوارع والأماكن العامة.

- توزيع المنشورات على المواطنين.

في نهاية الحملة، أجرت فتيات ونساء الفريق جلسات تقييم لأنشطة الحملة بأكملها وتأثيرها على المجتمع. وأصدرن ورقة بحثية حول هذه المشكلة وأسبابها وانعكاساتها على المجتمع والحلول المقترحة لمعالجة هذه المشكلة.

وكان من بين المتدربين مجموعة من ثمانية شبان طوروا قدراتهم من خلال المشاركة وتنفيذ حملات التعبئة والمناصرة. من خلال العمل الجماعي، قررت المجموعة تشكيل فريق متطوعين خاصٍ بهم، وإطلاق مجموعة عمل تطوعية تسمى فريق شباب من أجل السلام. لدبهم الآن مؤسستهم ونظامهم الداخلي وأهدافهم للعمل ومجالاته. قامت المنظمة بتخطيط وتنظيم وإطلاق العديد من المبادرات، بما في ذلك شهر التطوع، ومبادرة الشتاء الدافئ، ومبادرة ننمو معاً، ومبادرة مهندسي النظافة.

هذه وغيرها من المشاريع التي يدعمها بيتنا في جميع أنحاء سوريا، تُظهر مراراً وتكراراً كيف أن أفكار المجتمع المدني والمناصرة ضرورية لأي مجموعة أو منظمة تعمل اجتماعياً، بهدف تحقيق النتائج من خلال التأثير بدلاً من الضغط.

Previous
Previous

نزرع أملاً جديداً لسوريا

Next
Next

حملة "قطرتنا أمانة" في جرابلس