حملة "قطرتنا أمانة" في جرابلس

 11 شباط، 2022 - يعد توافر المياه وجودتها إحدى الطرق الرئيسية التي يشعر بها العديد من السكان بتأثير تغير المناخ. لكن، أصبح توافر المياه أقل قابلية للتنبؤ به في العديد من الأماكن، ويؤثر نقص إمدادات المياه سلباً على الصحة والإنتاجية في بعض المناطق. في السنوات القادمة، سيكون الوصول المباشر إلى خدمات المياه والصرف الصحي المستدامة استراتيجية مهمة للتخفيف من آثار تغير المناخ.

في جرابلس، الواقعة بالقرب من نهر الفرات، والتي ازداد عدد سكانها بشكل كبير مع وصول النازحين من مدنٍ أخرى، أصبحت قضية سلامة المياه مصدر قلقٍ متزايد. لذلك، يعمل ملتقى جرابلس الثقافي، بدعم من بيتنا، على رفع مستوى الوعي حول هذه القضية وغيرها من قضايا المجتمع المحلي، من خلال حملات الحشد والمناصرة.

"كان من المحزن أن نرى نهر الفرات العظيم الذي لم نجرؤ على الاقتراب منه في الماضي خوفاً من الغرق، وقد أصبح الآن جافاً تقريباً ويمكننا عبوره سيراً على الأقدام في بعض الأماكن"، هكذا قال حمود شيخاني، مدير ملتقى جرابلس. عندما وصل منسوب المياه إلى أدنى نقطة له في نهر الفرات، توقف تدفق المياه إلى المخيمات حول المدينة ومن ثم أحياء المدينة ومنازلها.

ومن أجل كل ما ذكر، ولتفادي وقوع كارثة إنسانية في المنطقة، تم إطلاق مبادرة "قطرتنا أمانة". وتتمثل أهدافها في زيادة الوعي بهذه المشكلة بين المواطنين، وتصحيح سوء استخدام المياه وإهمال التقنين، ومعالجة غياب الرقابة، وإنشاء قنوات اتصال بين المواطنين ومكتب المياه لنقل الشكاوى.

بدأ منظمو المبادرة بعقد التجمعات بالتنسيق مع المجلس المحلي. جلبت الاجتماعات جميع مكونات المدينة معاً: المجتمع المحلي للسكان (الجدد والقدامى)، وأصحاب المتاجر، وأصحاب المزارع، وأصحاب مغاسل السيارات، وممثلين عن مديرية التربية والتعليم. كما طلبوا من الأئمة المحليين التحدث عن قضية المياه خلال خطب الجمعة في مساجدهم.

الماء هو شريان الحياة لأجسادنا واقتصادنا وأمتنا ورفاهيتنا
— ستيفن جونسون

تضمنت الحملة التوعوية نشر 1000 كتيب ونشرة و30 لافتة طُرُقية في جميع أنحاء المدينة، وقد كتبوا عليها عبارات مثل "كل قطرة ماء تهدرها يحتاجوها آخرون، أخي المواطن بكل الحب ندعوك إلى الحفاظ عليها". كما قاموا بنشر التوعية من خلال المدارس وتخصيص بعض الفصول للحديث عن الحفاظ على المياه مع الأطفال، كذلك عقد مخاتير الأحياء لقاءات مع الأهالي في مناطقهم لمطالبتهم بدفع رسوم المياه وإبلاغ موظفي شركة المياه عن أي أعطال في الأدوات أو أنابيب المياه حتى لا يتم سرف الماء.

بعد فترةٍ من إطلاقها، قال شيخاني إن الحملة تؤتي ثمارها. حيث قل الإسراف بالمياه داخل أحياء المدينة التي استهدفتها حملة التوعية، وزادت المكالمات الواردة من السكان لطلب المساعدة في إصلاح أنابيب المياه التالفة. والأهم من ذلك، أن المزيد من الناس بدؤوا بدفع رسوم المياه الآن، مما يساعد على إعادة المياه إلى المخيمات.

بالنسبة لشيخاني، كانت هذه الحملة ناجحة على عدة مستويات: "بصرف النظر عن كل الخير الذي جلبته هذه المبادرة للمدينة من حيث إمدادات المياه، كان من الرائع رؤية الشباب يشاركون في الحملة وأن يكون لهم رأي حول ما يهم مدينتهم. وللمرة الأولى، تمكنوا من الجلوس مع أصحاب القول في المدينة وتجربة عملية صنع القرار معهم والعمل على خطة لنشر الوعي".

Previous
Previous

رسائل السلام والمناصرة والحشد من سوريا

Next
Next

تعزيز التمكين السياسي للمرأة السورية