تعزيز التمكين السياسي للمرأة السورية
كانون الثاني 28 - لا يمكن أن يكون المجتمع المدني متوافقاً مع اسمه إلا عندما يكون جميع أعضائه/عضواته مشاركين/ات نشيطين/ات في الشؤون العامة التي تهمهم/ن، وعندما تكون النساء جزءاً لا يتجزأ من عملية صنع القرار. من خلال مبادرة "معاً لغدٍ أفضل"، التي يدعمها برنامج بيتنا آوتلاين في لبنان، شاركت النساء في طرابلس ومدينة المنية في تدريب مهم يساعدهن على إعدادهن للمشاركة بشكل أكبر في الشؤون السياسية لمجتمعهن. كما أوضح مؤسسو المبادرة الشباب، فإن تمكين المرأة من المشاركة في الحياة السياسية هو ضرورة أساسية وتحول نوعي في الحياة العامة أينما تكون هؤلاء النساء: "سيكون لمشاركة المرأة السورية في السياسة تأثير إيجابي وهام على الأزمة السورية إذا استثمرنا هذه القدرات وبنينا أسسها". أحد الجوانب الجديرة بالملاحظة في هذا التدريب هو أنه يجمع مجموعة واسعة من النساء من خلفيات تعليمية مختلفة، حيث كان بينهن من هن أميّات، ومنهن من وصلت إلى المرحلة الابتدائية، ومنهن من أتمت المرحلة الثانوية. بغض النظر عن مستواهن التعليمي، وجدت النساء أنه من المثير لهن شخصياً أن يكنَّ قادرات على مناقشة الاهتمامات المشتركة مع الأخريات.
قالت إحدى المشاركات: "بصفتنا نساء أميّات، فإن الدعم المقدم لنا غالباً ما يتعامل بشكل أساسي مع قضايا مثل الرعاية الصحية والتعليم وتربية الأطفال والصحة الإنجابية. وعلى الرغم من أنه ليس هنالك خطأ في التعرف على هذه الموضوعات، إلا أننا لم نحظى أبداً بفرصة لتجربة شيء يتجاوز هذه المفاهيم، مثل العلوم المجتمعية أو السياسية". اقترحت خولة، وهي إحدى عضوات المبادرة، التواصل مع مجموعة صغيرة من النساء السوريات المتباينات في المستوى التعليمي في مدينة المنية كانت قد تعرفت عليهن أثناء إعطتءها لجلسات توعية لهن في إحدى مراكز المدينة الثقافية. كانت خولة مقتنعة بضرورة دعم قدراتهن لتغيير حياتهن ولإدخالهن في عملية التغيير في سوريا في المستقبل.
وصلت المبادرة بعد ذلك إلى 20 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و65 سنة، وتمت دعوتهن لبدء هذا التدريب في المركز الثقافي. تم تعريف المشاركات بالمفاهيم والمصطلحات السياسية مثل المواطنة، والديمقراطية، والانتخابات، والحوكمة، والقيادة، وتم تدريبهن على دور المرأة المهم في الأمور الاجتماعية والسياسية، ودورهن في تثقيف أطفالهن حول القضايا المدنية. شجعت حياة، قائدة مبادرة "معاً لغدٍ أفضل"، حماس المشاركات في الوصول إلى مثل هذه التدريبات لأول مرة: "قبل هذا التدريب، كان العديد منهن دائماً في موقع المتلقي، وليس في موقع الممثلات الهادفات اللواتي يمكنهن المشاركة والتعبير عن آرائهن واتخاذ القرارت والإجراءات".
أشارت هناء، وهي إحدى المشاركات الشابات، إلى اهتمامها بمعرفة المزيد عن المفاهيم والحركات السياسية فيما يتعلق بحقوق المرأة. "بعد التدريب، بدأت بالتحدث عن الموضوعات التي تعلمناها مع صديقاتي خلال لقاءاتنا الاجتماعية. أريد أن أواصل التعلم وأن أكمل تعليمي، وأن أعمل في السياسة يوماً ما. وأنا أعلم الآن أن كوني امرأة لا يعني أنني يجب أن أقبل أياً يكن مما يُعرض عليّ، ولكن بدلاً من ذلك أن أتوقع راتباً جيداً يتناسب مع مهاراتي وقدراتي".
أفادت نور، منسقة بيتنا في طرابلس، أن إحدى المشاركات الأكبر سناً أخبرتها أنه "من الجيد جداً أن احترم الفريق وجودنا ومنحنا الثقة، وأصروا على أنه لدينا تأثيراً في السياسة، وأننا لسنا ربات بيوت فقط، ويمكننا فعل المزيد!" لقراءة المزيد عن مساهمات بيتنا المتنوعة للمجتمع المدني السوري من خلال برامجه الثلاثة، يرجى زيارة موقعنا على الإنترنت ومتابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي.