عن العمل الإنساني ومؤازرة السوريين لبعضهم في مدينة اعزاز

19 آب، 2023 - في مدینة اعزاز المأهولة بسكانها ومختلف سكان سوريا الوافدين من مدن أخرى بفعل التهجير الذي فرضه النظام، تعاني المدینة من عدة نقاط سلبیة أھمھا تشتتّ المجتمع المحلي في تكتلات غیر رسمیة وغیر فعالة بسبب غیاب التنظیم والثقة المتبادلة، وغیاب الشفافیة وقنوات التواصل بین المؤسسات المحلیة والمجتمع، وانعدام شبه تام للمشاركة على مختلف المستویات، وتراجع مستوى الخدمات وعدم تلبیتھا لمتطلبات المنطقة بعد التضخم السكاني، حیث أن الإدارة المحلیة في المنطقة تتمثل بمجلس محلي بدعم من الجانب التركي، ولكن العلاقة المباشرة والسیطرة للجانب التركي جعلت المجلس بعیداً عن قاعدته الشعبیة وعن العمل بالتوازي مع منظمات المجتمع المدني، وغاب أفق التعاون بین ھذه الأطراف، مما أدى لإحداث شرخ واسع في ھیاكل العمل في المنطقة. كما أن المجتمع المدني، وبالرغم محاولاته العدیدة والجھود التي بذلت من قبله، لم یستطع خلال ھذه الفترة أخذ دوره في القضایا المجتمعیة المحلیة المتنوعة بشكلٍ تام.

بناءً على ما تقدم، قرر فریق شباب اعزاز العمل على مشروع (حوار) لبناء حوار مجتمعي فعال بین المجتمع المدني والمجتمع المحلي في مدینة اعزاز خلال 6 أشھر من خلال تعزیز دور ثلاث من البنى المجتمعیة المحلیة تشمل المخترة، ورجال الدین، والوجھاء والأعیان في المشاركة المجتمعیة عبر زیارات فردیة تنسیقیة لـ 25 من المخاتیر والوجھاء ورجال الدین في المدینة لشرح المبادرة وأھدافھا. اعتبر الوجھاء الذین تمت زیارتھم أن المشروع فكرة منطقیة وضروریة للمدینة، وأبدوا استعدادھم للمشاركة في الجلسات التي ستكون مع المخاتیر والجھات الفاعلة، حيث تم كتابة ورقة تقدیر موقف لتحدید أھم مخرجات المشروع والاجتماعات والجلسات التي تمت خلال تنفیذ الأنشطة، وشملت الورقة وضع أول خطة استراتیجیة لعمل المخاتیر واطلاعھم على نظم العمل وفوائد التنسیق المستمر والتشبیك الداخلي بین المخاتیر والتشبیك مع الجھات الأخرى والفعالیات الشعبیة.

مع نھایة المشروع، حدثت كارثة الزلزال الذي ضرب الشمال السوري وجنوب تركیا وأدى لمقتل الآلاف وجرح آلاف آخرین، وأدى لكارثة إنسانیة تعد الأكبر في الشمال السوري. وكانت نتائج الزلزال كبیرة وآثارھا واضحة في صعوبة انتشال العالقین تحت الأنقاض واحصاء الضحایا، والكارثة الأبعد، كانت بتضرر آلاف المنازل في الشمال السوري ومنھا مدینة اعزاز، حیث اضطر آلاف الناس للخروج من منازلھم بفعل الھزات الارتدادیة التي استمرت حتى الیوم. قام فریق شباب اعزاز بتقدیم المساعدات وتجھیز قافلة ساعد في تنظیمھا عدد من المخاتیر الذین تم العمل معھم ضمن مشروع (حوار)، إذ تم تسییر قافلة تدور حول مناطق إدلب مرتین في الیوم. كانت القافلة ملیئة بالمساعدات الغذائیة التي تمكن من جمعھا المخاتیر بفعل ثقة الناس بھم وبعملھم. كما كان المخاتیر جزء من عملیة التنظیم لوصول التبرعات للناس، حیث كانت المنطقة بحالة فوضى رھیبة. فقام المخاتیر بعملیات التحقق بمساعدة المؤسسات المحلیة لتحدید المتضررین الفعلیین، إضافة لتسھیل وصول الناس الى مراكز الإیواء وبناء الخيم. شملت الإغاثة توزیع 50 حصة غذائیة لـ 50 عائلة من المتضررین /ات بالزلزال كاستجابة طارئة في منطقة اعزاز.

Previous
Previous

بنبض الشباب والشابات نتشارك العمل في مدينة الأتارب

Next
Next

عن مختبر الجندر والعمل مع ومن أجل النساء في منطقة الجزيرة