جميع الأطفال سواسية: حملة التعليم الجامع في الشمال السوري

31 تشرين الأول، 2023 - نتيجةً للحرب المستمرة والنزوح الدائم بين المدن داخل سوريا وازدياد المخاطر المترتبة من قصف النظام للمناطق المأهولة بالسكان المدنيين، ازادت حالات الإعاقة وخصوصاً بين الأطفال الذين هم من الفئات الأكثر هشاشةً وعرضةً للمخاطر والحوادث. ومع ازدياد أعداد الأطفال من ذوي الإعاقة، ظهرت مشكلة خاصة بتعليمهم، حيث إن عملية دمجهم مع أقرانهم من الأطفال السليمين في الفصول والمدارس العادية حاجة مجتمعية وحق أصيل لهم، وأصبح من المهم رفع الأصوات التي تنادي بضرورة دمج الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس مع أقرانهم من الأطفال السليمين وليس عزلهم في مدارس خاصة بهم.

وعليه، انطلقت الحملة من مشكلة ضعف إدماج الأطفال ذوي الإعاقة البسيطة والمتوسطة في سن مرحلة التعليم الأساسي في مدارس شمال غرب سوريا لعدة أسباب منها ضعف البيئة المدرسية ومواءمتها لخدمة الأطفال ذوي الإعاقة، ضعف الحالة الاقتصادية والمعيشية لأهالي الأطفال ذوي الإعاقة، ضعف البنية التحتية من المرافق الخدمية للأطفال من ذوي الإعاقة في المدارس، ضعف التمويل وقلة المعدات المساعدة في قطاع التعليم وخصوصاً في المدارس التي تضم أطفال من ذوي الإعاقة، غياب الوعي الكافي لدى أهالي الأطفال ذوي الإعاقة وقلة خبرة الكادر التعليمي.

وتعلق جوهر الحل بإيجاد طريقة لمشاركة أصحاب المصلحة من أهالي الأطفال ذوي الإعاقة ومديرية التربية والمدرسة والمعلمين والمنظمات المهتمة في هذا القطاع والمجتمع بشكل عام، وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها إشراك مديرية التربية والتعليم بمشروع خاص بالمواد التعليمية والتربوية للأطفال من ذوي الإعاقة.

ولتنفيذ المشروع وأهدافه، عملت الفرق القائمة على الحملة على تحسين البيئة المدرسية وموائمتها لخدمة الأطفال ذوي الإعاقة في المدرسة من خلال عقد اجتماعات مع المنظمات العاملة على خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، مديريات التربية والتعليم، الكوادر التعليمية العاملة مع ذوي الإعاقة، الناشطين المهتمين بقضايا ذوي الإعاقة، الشبكة السورية لذوي الإعاقة، شبكة وصل، مركز الإرشاد النفسي في مدينة اعزاز، ورابطة أهالي الأطفال ذوي الإعاقة في إدلب.

للعمل على توجيه حملة التوعية بشكل فاعل، تم جمع بيانات حول الأطفال ذوي الإعاقة الذين لم يلتحقوا بالمدارس في المنطقة المستهدفة. حيث عمل أربعة جامعي بيانات في كلا من إعزاز والأبزمو وبالتعاون مع فريق المراقبة والتقييم في المشروع على تجهيز قاعدة بيانات خاصة بالأطفال من ذوي الإعاقة في سن التعليم الأساسي، وكان عدد الأطفال في المناطق التي استهدفها المشروع 137 طفل من ذوي الإعاقة لم يلتحقوا بالمدارس في المناطق المستهدفة.

أيضاً، تم تجهيز عدة مدارس بوسائل تعليمية داعمة ومرافق خدمية آمنة خاصة بالأطفال ذوي الإعاقة. حيث تم التعاقد مع مهني (عامل تمديدات صحية) لإجراء وتنفيذ أعمال صيانة في مرافق مدارس بلدة الأبزمو، وتم من خلال المشروع تأمين المواد والتجهيزات والمستلزمات الخاصة بأعمال إعداد وترميم المرافق للمدارس، وتم تقديم وسائل تعليمة ومستلزمات مدرسية خاصة بالتعليم الخاص بذوي الإعاقة تنمي قدراتهم وتعزز مهاراتهم وتساعدهم على الاندماج مع أقرانهم السليمين في المدارس مما شجع الأهالي على إرسال أولادهم للمدرسة.

كذلك، تم إعطاء عدة تدريبات لرفع الكفاءات التعليمية لمعلمي\ت التربية الخاصة، شارك في هذه التدريبات ست وسبعون معلم/ة على أسس ومرتكزات التربية الخاصة. وعلى ذات المنوال، تم عقد عدة جلسات نقاش مع ستين من أهالي الأطفال ذوي الإعاقة حول أهمية تعليم أطفالهم، والمشاكل التي تعترضهم والتي تعترض أطفالهم في الاندماج في المدارس وسبل زيادة الوعي وتعزيز المهارات لأهالي الأطفال من ذوي الاحتياجات والحلول المقترحة من قبلهم لحل هذه المعوقات والمهارات الوالدية ومبادئ الحماية ومدى تطبيقها والتوصيات المقدمة من أهالي ذوي الإعاقة وطرق التعاون بين جمعية ذوي الهمم والأهالي لما فيه مصلحة أطفالهم.

وكان للمشروع عدة إنجازات منها:

·       تم دمج طفلين من ذوي الإعاقة في الصفوف العامة، ويتم العمل على زيادة العدد من خلال تأهيلهم ومتابعة حالتهم بشكل دوري ودائم.

·       تم أخذ الطفلة بتول الحامد إلى مركز علاج فيزيائي خاص بتحسين الحركة والنطق، وعمل والديها على كلام المختصين لمتابعتها في المنزل، مما ساعد على تحسنها بشكل ملحوظ، ويداوم أهلها حتى هذه اللحظة في خطة العلاج.

·       تم التحاق الطفل أحمد بللو بمدرسة التربية الخاصة لتحسين النطق والعمل على التحسن المعرفي وتعليمه الكتابة والقراءة، حيث أصبح الآن يجيد قراءة بعض النصوص الطويلة.

·       كان للطفلة شذى صعوبة في النطق، ولم يكن الأهل يعلمون بوجود مدرسة لديها صفوف تربية خاصة بحالتها، فتم العمل على حالتها من قبل الأهل بمساعدة مختصين بمنحهم بعض البرامج التعليمية على الانترنت والاستعانة ببعض فيديوهات اليوتيوب، وتم تحسن حالتها وتستطيع الآن النطق بشكل لا بأس به.

·       استفاد أهل الأختين أميرة وآلاء حجازي من التدريبات اللي منحت لهم ضمن المشروع وتعلموا كيفية تأهيل طفلتيهم في المنزل بأساليب التربية الخاصة وإلحاقهما بالمدارس العامة. واجهتهم بعض الصعوبات في البداية بسبب دمجهم مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة، ولكنهما استطاعتا تجاوزها بإصرارهما.

.        شارك أحد الأهالي قصته مع إعاقة طفله وكيف تم ظهور نتائج إيجابية بعد حضوره الجلسة الأولى وتعلمه كيفية تعامله بشكل مختص مع حالة طفله.

Previous
Previous

حكاية من بيتنا: رحلة التعليم مستمرة رغم التحديات

Next
Next

حملة “كل قطرة بتفرق”، لنعيد المياه إلى مجاريها