حملة “كل قطرة بتفرق”، لنعيد المياه إلى مجاريها

24 تشرين الأول، 2023 - في سوريا، تُعد مشكلة المياه إحدى المشاكل الحاضرة قبل عام 2011؛ فقد صُنفت سوريا في عداد الدول التي تعاني من العجز والندرة المائية، فضلاً عن ارتفاع نسب الهدر في المياه وتلوثها نتيجة مشاكل في نظام الصرف الصحي المتهالك، وهو ما أدى إلى تلوث المياه وأضرّ بأشكال الحياة النباتية والحيوانية. بناءً عليه، انطلقت حملة (كل قطرة بتفرق) من عدد من المؤشرات الميدانية والتقارير المحلية والدولية عن وجود مشاكل جادّة تهدّد الأمن المائي في سوريا عامة وفي مناطق شمال غرب سوريا الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.

بالإضافة للأنشطة المتعددة، شارك فريق الحملة بفعالية جانبية ضمن مؤتمر بروكسل، حضرها ما يقارب 50 جهة خارجية، وتم من خلالها عرض مشكلة المياه في شمال غرب سوريا، وعن سياق مدينتي الباب وإدلب ومشكلة المياه خلال المؤتمر وقدم الفريق مجموعة من التوصيات للعمل عليها ضمن المجتمع الدولي.

كذلك، تم استثمار كافة الجهود من النشطاء والفاعلين وصناع القرار ليصبح الضغط أوسع، حيث تم اللقاء مع مسؤولين أتراك، وطرح الحملة وآثارها والحلول، وتم التأكيد على نقطة تحييد المياه عن الصراعات والنزاعات والملف السياسي وحق الحصول عليها من مبدأ حق إنساني، فتم الاتفاق بين الفرق والجهات العاملة والمؤسسات والمجالس المحلية على وقفة ومظاهرة يوم الجمعة بتاريخ 23/6/2023 في مدينة الباب، ليكون نطاق الحملة شامل كافة أنواع الضغط والتضامن، ولمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والعمل على إيجاد الحلول لإعادة تأمين المياه، وتوجيه الإعلام حول هذه الحملات، وتركيز  شعار الحملة بأن المياه حق أساسي من حقوق الإنسان لا يجوز حرمان أصحابها منها، والتركيز على الالتزام بالمعاهدات والقوانين الدولية. كما حضر الوقفة العديد من صنع القرار منهم مدير البلدية وأعضاء المجلس المحلي والعديد من الوجهاء والإعلامين والناشطين الذين شاركوا في الجلسات.

أيضاً، قام فريق صدى الشبابي بزيارة ميدانية لعدة منظمات للحديث أكثر عن مشروعهم حول تقديم المياه لمنطقة الباب، وأشار مدير المشروع بأنهم يقومون بتقديم المياه للأهالي ضمن المدينة بنسبة 40% عبر آبار جوفية يتم تحليل ومعالجة مياهها في صهاريج قبل توزيعها للتأكد من صحتها، ولكنه أكد بأن هذا المشروع هو مشروع إسعافي لا يفي بالغرض إلا بنسبة قليلة أمام الكثافة السكانية الكبيرة، والحل الرئيسي، هو قرار سياسي دولي بفتح عين البيضا من مناطق حكومة الأسد وضخها على المنطقة التي تعاني من نقص المياه منذ ست سنوات.

كما قام شريف الدملخي، وهو مهجر من مدينة حلب وإعلامي لدى المركز الإعلامي العام بإجراء مقابلة تلفزيونية خلال الجلسة مع الإعلاميين/ات من المشاركين/ات وأكد على أهمية الحملة، على اعتبارها من أهم القضايا الإنسانية، ومشكلة المياه هي انتهاك ومساس بحق من حقوق الإنسان ويجب على الإعلاميين والصحفيين تحييد القضايا الإنسانية عن النزاع والصراع والحروب ولا يجب استخدامها كورقة سياسية.

خلال الجلسات، تم تقديم الكثير من النقاشات حول تحديد التحديات والتوصيات وطرح الحلول الممكنة لإرواء مدينة الباب ومنها إنشاء خط من نهر الفرات في جرابلس نحو مدينة الباب، وأكد الحضور على أهمية عمل جميع الجهات المسؤولة، المحلية والدولية -خاصّة تركيا باعتبارها المسؤول المباشر عن المنطقة- لإيجاد حل جذري لأزمة المياه في الباب، قبل حدوث كارثة إنسانية كبيرة في المنطقة.

كذلك، قامت وكالة قاسيون الإخبارية بعد مشاركة الورقة البحثية معها بإعداد تقرير حول مشكلة المياه وبثته على قنوات التواصل الخاصة بها، حيث تكلمت عن مشكلة المياه، والورقة البحثية، والحملة، ومخرجاتها.

عند مشاركة الورقة البحثية مع المدير التنفيذي لوحدة دعم الاستقرار، أكد على أهمية الموضوع وأهمية الورقة وبأنهم سيعملون على مشروع يخص مشكلة المياه، وأن هذه الورقة سوف تساعدهم بتخطيط أنشطة المشروع وما يجب العمل عليه من خلال مخرجاتها والمعطيات الهامة التي شملتها.

كما عبرت منظمة Careعن شكرها لمشاركة الورقة البحثية ومعطياتها الكمية والنوعية معهم، حيث كانوا يبحثون عن تحليل واضح وبيانات حول المشكلة للعمل على مشاريع خاصة بالمياه في المنطقة.

Previous
Previous

جميع الأطفال سواسية: حملة التعليم الجامع في الشمال السوري

Next
Next

فكرة ملهمة، مسابقة اللجنة النسائية الفرعية في جرابلس لطلاب الجامعات