طقوس، جسر موسيقي سوري جميل بين الماضي والحاضر

21 أيلول، 2022 - أظهر عمل بيتنا الثري والمستمر مع المجتمع المدني السوري أن التمكين يتخذ أشكالاً مختلفة، من خلال مجموعة متنوعة من القنوات. من بين المشاريع التي يدعمها برنامج بيتنا أونلاين في فئة الحلول الإبداعية والثقافة والتكنولوجيا، قمنا بدعم مشروع طقوس، وهو عبارة عن ألبوم جميل للموسيقى العربية الكلاسيكية، صدر هذا الشهر من قبل الموسيقيين السوريين الموهوبين جداً يامن الجذبة (على قانون) وأيمن جسري (على العود).

جاذبية الألبوم وأهميته للمجتمع المدني كانت واضحة لبيتنا. ويوضح جهاد المصري، مسؤول برنامج بيتنا أونلاين حين تنفذ المشروع، "كنا سعداء بدعم الإنتاج والإتقان، لأن الألبوم يروج للثقافة الموسيقية السورية، ويضم اثنين من أقدم الآلات الوترية في تاريخ الموسيقى الشرقية". "تميز هذا المشروع الموسيقي بدمج العود والقانون، وإدخال قالب جديد بنكهة شرقية سورية".

أخبرنا يامن الجذبة، والذي ولد ونشأ في حلب، أنه بدأ مسيرته الموسيقية في سن الثامنة، حيث درس في معهد الموسيقى العربية. كما تعلّم المقامات والقانون والموسيقى الكلاسيكية الشرقية مع الأستاذ البارز محمد سيف الدين زين العابدين، أحد أشهر أساتذة الموسيقى في سوريا وأكثرهم احتراماً. انتقل بعدها الجذبة للدراسة في المعهد العالي للموسيقى بدمشق وتخرج منه في العام 2015.

ينحدر أيمن جسري من عائلة موسيقية، ووالده باحث في الموسيقى العربية، ومغني وملحن. عندما كان طفلاً، بدأ جسري دراسة الموسيقى في معهد حلب للموسيقى مع العديد من الموسيقيين الكبار في حلب. كما كان تلميذاً للبروفيسور محمد سيف الدين زين العابدين، الذي تبنى جسري موسيقياً لأكثر من عشر سنوات، وعلمه العود، والموسيقى النظرية (المقامات)، والعلاقة بين الموسيقى والفيزياء.

بالنسبة للجذبة، تخدم الموسيقى المجتمع المدني بقدر ما تخدمه المبادرات الأخرى: "من واجبنا تأليف الموسيقى وعزفها حتى يستمع إليها السوريون ويستمتعوا بها". وأضاف أن الغرض من هذا الألبوم لم يقتصر على الترفيه، موضحاً أنه "أيضاً حالة أكاديمية يمكن للطلاب التعلم منها، حيث أنشأنا نمطاً جديداً في دمج المقامات الموسيقية بطريقة لم تُستخدم من قبل، وأداء ما هو قديم بأسلوب حديث ".

وبحسب هواة ومستمعون سوريون، فإن ألبوم طقوس عمل فني مثير للإعجاب يربط الحاضر بالماضي ويعيد إحياء أجزاء من التراث السوري. قال جهاد مصري "إنه مشروع يقدم الموسيقى السورية للمُهَجّرين الذين ولدوا في الشتات ونشأوا ضمن ثقافات أخرى، وأولئك الذين حصلت قطيعة بينهم وبين تراثهم". "كمنظمة مجتمع مدني، أردنا إبراز هذا التراث حتى لا ينسى الناس جذورهم، والمساهمة في إثراء المحتوى الفني السوري على المدى الطويل والحفاظ عليه في الذاكرة الجمعية السورية".

يعتقد جذبة أن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم للموسيقيين والمشاريع من هذا النوع: "يسعدني أن أعرف أن أشخاصاً مختلفين استفادوا من هذه التجربة الموسيقية، ليس فقط الموسيقيون، ولكن جميع المهتمين بالموسيقى والسوريين بشكل عام." وأضاف "إن عملنا يمثل حالة مجتمعية وحالة فنية تمس الجميع"، مشيراً إلى أن "دعم بيتنا أتاح لنا التعبير عن أنفسنا برقي كموسيقيين، وأن يتم تمثيلنا كما يجب أن نُمَثَّل."

نتمنى أن تستمتعوا بمشاهدة ألبوم طقوس الجميل وأن تستمعوا إليه من هنا: https://www.youtube.com/watch?v=bJgq-m6d5Mc

Previous
Previous

الإنجليزية في مكان العمل

Next
Next

تدريبات بيتنا لطلاب وطالبات الجامعات السوريين والسوريات في المنفى