مشاركة المرأة السورية في العملية السياسية وفي بناء السلام

30 كانون الثاني، 2024 - في خضم الأزمة السورية المستمرة، حيث تواجه النساء تحديات كبيرة في مختلف المجالات، بما في ذلك المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ظهرت منظمات المجتمع المدني كمصابيح أمل، تقود إطلاق مبادرات لتمكين النساء وتعزيز حقوقهن. تولت إحدى هذه المنظمات وهي منظمة سِكِك، بدعمٍ من بيتنا، مشروعاً شاملاً بعنوان "تمكين المرأة السورية" لتعزيز قدرات المرأة وتعزيز مشاركتها في المجتمع والسياسة وبناء مجتمع سوري أكثر عدالة ومساواة. تضمنت جهود سِكَكك مجموعة من الأنشطة، بما في ذلك دورات تدريبية على التمكين القانوني والسياسي للنساء في عدة مناطق في سوريا.

تزود هذه التدريبات النساء بالمعرفة بحقوقهن وواجباتهن، مما يمكنهن من الدفاع عن أنفسهن والآخريات/الآخرين. م. ك، وهي مشاركة في التدريب، تقدم مثالاً على الأثر الناجح لهذه التدريبات. إذ تقول أنها قبل البرنامج لم تكن تمتلك الوعي الكامل بحقوقها، لكن التدريب منحها فهم عميق للاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق المرأة. وتعلمت الدفاع عن حقوقها داخل أسرتها ومجتمعها، مما أدى إلى زيادة انخراطها في محيطها المحلي. امتد التدريب أيضاً إلى العملية السياسية، مما مكن النساء من فهم دورهن في تشكيل مستقبل سوريا. وشاركت ن.م تجربتها حيث أكدت على فعالية التدريب في تعزيز معرفتها بالعملية السياسية وتطوير مهاراتها في المشاركة السياسية.

كذلك، أطلقت سٍكَك مشروعاً لتعزيز تمكين المرأة السورية من خلال التدريب على المناصرة. استهدف التدريب 45 ناشطة في الشمال الغربي، مما مكنهن من اكتساب المهارات والمعارف بالحقوق والقوانين والدفاع عن القضايا التي تخص النساء. أعربت سناء، مشاركة في التدريب الثاني، عن الثقة التي اكتسبتها من خلال التدريبات بالمناصرة، وأعربت عن سعادتها بالتدريبات العملية والمحتوى الغني. كما اكتسبت رشا خبرة في صياغة رسائل المناصرة المؤثرة، باستخدام مهاراتها في كتابة رسالة تتناول قضية العنف ضد المرأة.

تشهد هذه المبادرات على الالتزام الثابت للمنظمات غير الحكومية بتمكين المرأة السورية، وتشجيعها على المشاركة في المجتمع والسياسة، وفتح الطريق لسوريا أكثر عدالة ومساواة. تعد قصص النجاح للنساء المذكورات مجرد أمثلة قليلة على القوة التحويلية لمثل هذه البرامج، مما يدل على قدرتها على تزويد النساء بالمعرفة والمهارات اللازمة لتعزيز تمكينهن والمساهمة في تحسين مجتمعاتهن.

وفي الوقت الذي تنخرط فيه سوريا في مسار معقد نحو التعافي وإعادة الإعمار، فإن هذه المبادرات هي المفتاح لتمكين المرأة السورية وضمان مكانتها الصحيحة في تشكيل مستقبل بلدها.

Previous
Previous

الاحتفال باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم

Next
Next

حكاية من بيتنا: رحلة التعليم مستمرة رغم التحديات