نساء ملهمات لمجتمع مدني سوري أقوى

7 نيسان 2022 - إن تقلّص المساحات الديمقراطية، وتنامي السلطات القمعية والتقليدية، والتمويل المقيد، وتزايد التفاوت الدولي، ليست سوى بعض التحديات اليومية التي تواجه منظمات المجتمع المدني النسائية. وفي حين أن المنظمات ستستمر في مواجهة هذه القضايا السائدة بشكل متزايد في السنوات القادمة، تبقى القدرة على التكيف والقيام بالأشياء بشكل مختلف هي مفتاح القدرة على التأثير والتغيير.

وبالحديث عن المنظمات النسائية، نتحدث اليوم عن فريق سوريانا الأمل، وهو تجمع نسائي مدني مستقل، لا ينتمي إلى أي جهة حكومية. عضواتها/أعضاؤها من النساء والشباب اللواتي/الذين يكرسن/يكرسون جهودهن/م لبناء القدرات وخلق مساحات داعمة وآمنة للمرأة. تعمل فرق المنظمة أيضاً على تعزيز مشاركة المرأة، لا سيما المشاركة السياسية ومناصرة قضايا المرأة. توضح إلهام عاشور، مديرة سوريانا الأمل: "نحن نؤمن بأهمية المواطنة والتعددية والقيم التشاركية في مجتمع يحترم جميع المكونات ويسعى لبناء السلام".

من بين مشاريعهن/م التي تم تنفيذها بدعم من بيتنا، يبرز مشروع فضاء، والذي يهدف إلى تمكين قدرات المرأة على الانخراط في أماكن العمل. نظراً لأن العديد من النساء ليس لديهن خبرة في العمل، فإنهن بحاجة إلى مساحة لاكتساب وتحسين المهارات اللازمة لدخول سوق العمل، والنجاح في المهن التي اخترنها. استهدف مشروع فضاء أيضاً مجموعةً من النساء الناشطات لبناء شبكات تسعى لتطوير رؤية مشتركة في شمال غرب سوريا.

إحدى تدريبات مشروع فضاء

كان لدى إلهام أمل كبير في مشروع تشكيل تحالف بين النساء، لكنها أدركت خلال المشروع هي وزميلاتها أنه على الرغم من أن عملهن كان دائماً مع القياديات من النساء، إلا أن هؤلاء النساء ما زلن بحاجة إلى العمل على تطوير وجهات نظرهن الخاصة دون أن يتأثرن بوجهات نظر أخرى من النساء والرجال الأخريات/الآخرين.

كذلك، بعد بدئهن العمل على تطوير السياسات وتوحيدها، اكتشفن أيضاً أن العديد من المنظمات في بعض الأحيان لا تنفذ قوانين العمل الأساسية، وغالباً لا تضع سياسات متعلقة بالمرأة مثل رعاية الأمومة والطفل، وتأمين أماكن مخصصة للأطفال في مكان العمل، وإجازة الأبوة، والإجراءات المعمول بها للنساء والرجال ذوات/ذوي الإعاقة.

ولكن، بعد العمل مع سوريانا الأمل على كتابة وتحديد وفرض السياسات، قامت مؤسستان - مركز بصمة وطن ومركز هوز - بتعديل سياساتهما وإضافة المزيد من الموظفات، ليس فقط لتحسين التوازن بين الجنسين ولكن أيضاً لإعطاء الفرصة للنساء لإدارة المشاريع الكبيرة، مثلما فعل مركز هوز، حيث سلم إدارة إحدى مشروعاته الكبيرة لسيدة كانت قد شاركت في إحدى تدريبات سوريانا الأمل المدعومة من قبل بيتنا.

وبوصفها منظمة نسائية ونسورية، تحرص سوريانا الأمل على أن تعكس جميع السياسات الداخلية مراعاة النوع الاجتماعي، حيث تقود النساء معظم المشاريع، ومنهن هبة القدور، إحدى عضوات سوريانا الأمل والتي نما اهتمامها بقضايا المرأة مع عملها، هي الآن واحدة من أبرز المدافعات عن حقوق المرأة في المنطقة، وواحدة من أقوى الناشطات في قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي.

كذلك شكلت سوريانا الأمل عدة لوبيات من النساء اللواتي شاركن في مشروع فضاء ومشاريع سابقة، وبعضهن الآن جزء من وفود سوريانا الأمل المرسلة إلى المجالس المحلية، حيث تشرف بعضهم على العمليات الانتخابية المحلية، فيما شكلت أخريات مجموعة نسائية للضغط على المجالس المحلية للحصول على حصة داخل المجالس لتعيين النساء، وزيادة مشاركتهن السياسية وصنع القرار.

ريمة خطاب في حفل توقيع آخر رواياتها

أثناء تدريبات مشروع فضاء، قامت إحدى المشاركات بتدوين القصص التي شاركتها النساء وجمعها معاً في مقال نُشر في مجلة شامُنا، ووزع في شمال غرب سوريا ويمكن الوصول إليه أيضاً عبر الإنترنت. كذلك سلط مقالٌ آخر الضوء على قصة إحدى المشاركات، ريمة خطاب، من مواليد دمشق وكانت قد نزحت داخلياً إلى إدلب أثناء عمليات التهجير. تعاني ريما من إعاقة ولم يتسن لها الحصول على التعليم المناسب قبل نزوحها وطوال حياتها، ولكن بفضل المساعدة والتمكين التي تلقتها من سوريانا الأمل والكثير من العمل والإصرار والاستمرار فيما تصبو إليه، أصبحت روائية وقد نشرت عدة رواياتٍ حتى الآن.

"نحن فخورات بها؛ لقد تغلبت على الكثير من العقبات، كانت معزولة ومهملة، انظروا إليها الآن، روائية فخورة. والأهم من ذلك، أنها تدرك مدى قوتها"، تقول إلهام في وصف ريمة.

قامت سوريانا الأمل بعمل تغييرات كبيرة ولا تزال، حيث كانت ومازالت منظمة رائدة في شؤون المرأة وحقوق الإنسان في المنطقة. بالنسبة لإلهام، إنه عملٌ مستمر: "يجب أن يؤمن المجتمع بحق مشاركة المرأة والرجل دون أي تمييز، ومن المهم العمل مع جميع فئات النساء وإتاحة المجال لهن لاتخاذ قراراتهن الخاصة، واختيار شكل المشاركة الأفضل لهن، وينبغي على الجميع تقديم كافة أشكال الدعم لهن في مساعيهن".

Previous
Previous

في شرق سوريا، يعمل الوعي السياسي الشبابي المتزايد على تغيير المجتمعات

Next
Next

تدريبات ومساقات وموارد تعليمية للجميع