بناء التمكين السياسي للشباب السوري في شمال سوريا

10 حزيران 2022 - كجزء من برنامج بيتنا إنلاين والذي يعمل مع منظمات المجتمع المدني داخل سوريا، بدأت بيتنا مؤخراً مسار عمل جديد مع شركائها داخل سوريا لمواصلة العمل على مشاريع التنمية السياسية والتعليم لجميع شرائح المجتمع.

إحدى شركاء بيتنا في هذا المجال هو معهد ومنظمة آفاق، وهي منظمة تأسست عام 2013 كمبادرة شبابية للتركيز على التعليم والحماية والتمكين وبناء القدرات ودعم صمود المجتمع وبناء السلام والحوكمة. تشجع آفاق المجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة على تشكيل لجان السلامة ومبادرات الشباب والنساء. كما قامت بتدريب المجالس المحلية على الأنظمة الحكومية والانتخابية، وعقدت جلسات حوارية عديدة بين مئات النشطاء والناشطات ووجهاء وشخصيات فاعلة لتأسيس عقد اجتماعي ينشر ثقافة التعايش ويقوي نسيج المجتمع المدني.

يوضح فراس قاسم، مدير البرامج في آفاق: "نحاول من خلال تنفيذ مشاريع إعادة التأهيل السياسي مساعدة الشعب السوري على التخلص من حالة الإحباط والاستبداد والعنف التي عاشها على مدى العقود الماضية، من خلال بناء ثقافة ديمقراطية تضمن التمكين السياسي والتنسيق الفعال".

من خلال هذا المشروع، وبدعمٍ من بيتنا، عملت آفاق على بناء قاعدة سياسية صلبة لشريحة واسعة من النشطاء، واصفة إياهم بـ "صناع الديمقراطية": "يعمل المشروع على أن يكتسبوا الواقعية السياسية والقدرة على الوقوف في وجه الحرب النفسية التي يمارسها النظام، بالإضافة إلى تكوين حصانة فكرية في المنطقة". يقول السيد قاسم

حقق المشروع عدة أهداف كان قد تم تحديدها في خطة العمل ومنها إنشاء شبكة من 130 ناشطاً/ة من فريق صناع الديمقراطية، وتزويدهم/ن بمحفظة معرفية سياسية أكاديمية متكاملة من خلال معهد آفاق للتربية والعلوم السياسية، بما في ذلك أربع دبلومات متتالية حصلوا/حصلن عليها من خلال أربعة مساقات شهرية.

بالإضافة إلى ذلك، قامت آفاق بتأهيل وتدريب 130 شاباً وشابة، وبناء كفاءاتهم/ن ليصبحوا/ن محاورين/ات مجتمعيين/ات وتمكينهم/ن من تنظيم وتعبئة المجتمع لمناصرة قضايا العدل والمساواة والمواطنة.

عمل المشروع أيضاً على تعزيز صمود 900 شخص من المجتمع المحلي (لاجئين ومضيفين) ونشطاء وناشطات في منظمات المجتمع المدني، من خلال جلسات الحوار حول المساواة بين الجنسين، والإدماج الاجتماعي، والحقوق المدنية، والحوكمة، وبناء السلام، والسياسة والتعليم.

وفي ختام المشروع راقب بعض طلاب المعهد انتخابات المجلس المحلي في تلعار. وبحسب السيد قاسم، "فقد أتيحت لهم الفرصة لتجربة ما درسوه وتعلموه خلال المساقات، وكانوا سعداء بتجربتها".

كما قام الطلاب بزيارة المجلس المحلي في اعزاز، حيث قدموا ورقة إلى إدارة المجلس تقترح حلولاً لبعض تحديات المجلس الحالية. وشملت هذه المشاكل نقص الخدمات المقدمة للمعلمين. كحل، اقترح الطلاب إنشاء بطاقة صحية للمعلمين لاستخدامها في المستشفيات والصيدليات، وكذلك تخصيص معاش للمعلمين يتم تحصيله من خلال الضرائب البسيطة من سكان المدينة. كما قدموا مقترحاً حول الحاجة إلى جهاز صراف آلي جديد وآلة دفع فواتير في المدينة، لحل مشكلة الطوابير الطويلة التي تتشكل أمام الجهاز الوحيد الموجود، وقد استجاب المجلس بالفعل لهذا المقترح وتم تركيب آلة صرافة ثانية لخدمة المدينة.

بالنسبة للسيد قاسم، كل هذه الدروس والتجارب تعمل على تحقيق تطلعات المنظمة على المدى الطويل: "نتطلع إلى تعزيز صمود الناس كأفراد وكمجتمع، نريد استعادة ثقة السوريين في قدرة المجتمع المدني على حشد جهوده وتوحيدها حتى يحقق أهدافه في التغيير الديمقراطي وحماية حقوق الإنسان".

Previous
Previous

شبكات وتحالفات للمجتمع المدني في حلب

Next
Next

المجتمع المدني والمشاركة في المشاريع البيئية