مع انتهاء الدورة التدريبية لهذا العام، يتطلع متدربو بيتنا إلى العمل المدني
2 تشرين الثاني، 2022 - "الإنترنت معطل. لا ، لقد عاد مرة أخرى. هل يمكنكم سماعي؟"
بهذه العبارات، بدأت بعض التدريبات الأخيرة للمشاركين في مشروع بيتنا، خاصة في لبنان، حيث يتداخل انقطاع التيار الكهربائي أحياناً مع توقيتنا، ولكن هذا لا يؤثر أبداً على حماس الجميع لبدء الدورة النهائية من العام.
صُممت الدورة لتشمل العديد من الموضوعات الحيوية التي من شأنها أن تكون مهمة لعمل المشاركين الحالي والمستقبلي، بدءاً من السلامة والأمن وإدارة المخاطر، انتقالاً إلى دور المجتمع المدني، وانتهاءً بالتماسك الاجتماعي وأفضل السبل لتعزيزه.
كون التدريب تم عبر الانترنت، كان على المدربين أن يكونوا مبدعين في إيصال المعلومات إلى المتدربين. على سبيل المثال، بدأت المدربة حنين علي التدريب بطرح أسئلة حول فكرة المتدربين عن التماسك الاجتماعي وكيف يعكس قوة أو ضعف أي مجتمع، قبل شرح التماسك الاجتماعي نظرياً وواقعياً وعرض أمثلة لعوامله الأساسية من منظور سوري.
كان رأي عليا، وهي إحدى المتدربات، أن "التماسك الاجتماعي سيظهر في العلاقات الاجتماعية وفي قوة الروابط بين الجماعات والأفراد". أما بالنسبة لسامي، فإن "التماسك الاجتماعي هو مسؤولية المؤسسات الأهلية والحكومية التي تهتم برفاهية أفراد المجتمع".
في ورشة عمل المدرب عبادة العبد الله حول السلامة والأمن وإدارة المخاطر، تم تقسيم المتدربين إلى مجموعات وقُدّم لهم أنشطة عملية وتحديات لحلها. وقال العبد الله: "لقد تحسن فهمهم لتقييم المخاطر، والاستجابة الطارئة للحوادث، وتعزيز قطاع الأمن والسلامة لاتخاذ القرارات الصحيحة أثناء قيامهم بعملهم".
"لم يكن لدي أي فكرة أنه ينبغي إجراء تقييم دوري لجميع المخاطر المحتملة التي قد نواجهها في عملنا، حتى عندما تبدو الأمور طبيعية ولا تحدث أي حوادث. لقد ساعدتنا الأنشطة حقاً في معرفة كيفية الاستعداد للاستجابة بسرعة"، علق علي خلال ورشة العمل.
من أجل وضع الأمور ضمن منظور مختلف تماماً، اصطحب المدرب سامر المصفي المتدربين في رحلة تاريخية لاستكشاف المجتمع المدني ودوره في النهوض مع المجتمع. اعتمد المصفي أسلوباً تفاعلياً تشاركياً، باستخدام العصف الذهني في المناقشة والعمل ضمن مجموعات لإعطاء المشاركين فهماً أعمق لطبيعة المجتمع المدني ودور منظمات العمل المدني.
اهتم العديد من المشاركين بالقضايا المتعلقة بالعقبات التي تواجه منظمات المجتمع المدني في لبنان وتركيا. على وجه التحديد، تحدثوا عن الصعوبات القانونية المرتبطة بعدم وجود تراخيص لمنظمات العمل المدني، وعدم القدرة على الحصول على إقامات العمل، وعدم الحصول على إذن لتنفيذ الأنشطة والمشاريع، وعدم وجود بيئة ترحيبية خاصة للمشاريع المتعلقة بالمرأة. بالنسبة للمشاركين، كانت المنافسة الضارة بين منظمات المجتمع المدني في بلدان اللجوء عاملاً مزعجاً آخر يأملون في إيجاد حلول له.
مع انتهاء سلسلة التدريبات لهذه المجموعة من المشاركين، أكد المصفي أنه "من المهم والضروري العمل على توسيع مساحة العمل المدنية، من خلال تمكين الشباب ومنحهم الأدوات التي يحتاجونها لعملهم، وتكثيف اجتماعات نقل الخبرات بين مجموعاتهم، ودعم مشاركتهم المجتمعية من خلال دعوتهم إلى جميع الفعاليات المتعلقة بعملهم".