ملتقى المهارات الحياتية غير التقليدي للشباب والشابات في اعزاز
17 آب، 2022 - خلال حياتنا، قد يتم اكتساب بعض أفضل خبرات التعلم والترابط خارج البيئات الاعتيادية من مدارس ومراكز ومؤسسات. على صعيد شراكائنا، وعلى الرغم من الصعوبات في العثور على مواقع مناسبة في ظل الظروف الحالية في سوريا، فإن مشروع أنتمي المدعوم من بيتنا قد تمكن من عمل نشاط خارجي في ضواحي اعزاز لمشاركيه ومشاركاته لمنحهم/ن تدريب مميز جداً.
تم تصميم التدريب على المهارات الحياتية لمدة يومين، ونظمه شريك بيتنا، مركز هوز للتنمية المجتمعية، لمساعدة الفرق المدنية الناشئة في المدينة على العمل بشكل أفضل مع بعضها البعض. قال مدير مركز هوز: "كانت تجربتنا الأولى خارج المركز في اعزاز، ولم نكن قد قمنا بعمل نشاط خارجي من قبل، وبالتالي، لم نكن متأكدين مما إذا كان المشاركون/ات، وخاصة النساء، سيوافقون/يوافقن، لكنهم/ن قَبِلوا/ن! بصراحة، شعرنا بسعادة غامرة." أنس الراوي.
بسبب الأعراف الثقافية في هذه المناطق، دعت هوز والدة إحدى المشاركات للانضمام إلى المجموعة في الموقع، لطمأنتها أن هذه الأنشطة كانت آمنة ومناسبة. في حديث لبيتنا مع والدة المشاركة، قالت السيدة أم أحمد: "لم أكن أعرف ما عليَّ توقعه، لكنني مسرورة لوجودي معهم/ن. كانت الأنشطة ممتعة ومسلية وقيِّمة، وقد ساعدت هؤلاء الشباب والشابات على التفكير بشكل مختلف".
في حين عادت المشاركات إلى منازلهن في اعزاز لقضاء الليل، وقبل الجولة الثانية من الأنشطة في اليوم التالي، تمكن الشبان من تجربة ليلة من أنشطة التخييم في محيط موقع التدريب.
كان القصد من هذا النشاط أن يكون تدريباً مريحاً وغير رسمي، وعكست التدريبات هذا الهدف. أوضح المدرب مصطفى الحامض: "بدأنا مع المشاركين/ات بوصف علاقتهم/ن بأسمائهم/ن، لمنحهم/ن فرصة للتفكير ببيئتهم/ن الاجتماعية وعلاقتهم/ن بها". تلا ذلك تمرين "نتفق ونختلف"، المصمم لتعزيز ثقافة قبول واحترام الآراء الأخرى. كما تم إجراء مناقشات مماثلة عبر أنشطة مثل "آمال ومخاوف" و"الواقع والحلم".
كما أتيحت الفرصة للشباب والشابات للمشاركة في بعض الأنشطة الرياضية، كالركض إلى لوح مثبت على الجدار لوضع الإجابات، والحصول على علامات وفقاً للإجابات الصحيحة والسرعة والعمل الجماعي. بعد ذلك، قام المشاركون/ات بلعبة الكرة حيث يركضون/يركضن ضمن فرق في جميع أنحاء المساحة المخصصة للعب، بأسلوب التتابع. قال عبد الملك الشاوي، أحد المشاركين: "لقد كانت تجربة رائعة ومختلفة؛ اكتشفت جوانب جديدة في شخصيتي وأعلم أنني قد حصلت على بعض المهارات الجديدة التي من المؤكد أنها ستساعدني في حياتي اليومية والعملية". وأضاف، “لم أعد أرغب بالخروج من سوريا بعد هذا التدريب، فقد أتاح لي رؤية أنه بإمكاننا صنع التغيير من مكاننا هذا”.
في جوٍ بهيجٍ، وبعد أنشطة تعزيز الروابط وتعزيز الثقة، قضى المدرب أيضاً وقتاً في مناقشة الأفكار الكبيرة والتحديات التي تواجه الجميع في المجتمع، مثل تحسين التواصل والانسجام والتكامل ضمن أدوار معينة. ولتعزيز وجهات النظر الجديدة، طلب المدرب من المشاركين/ات الكتابة عن خططهم/ن لفرقهم/ن المتخيلة في المستقبل بناءً على تدريب المهارات الحياتية.
"كان للخروج من الأماكن التقليدية التي نقدم فيها التدريبات تأثيراً هائلاً على نجاح هذا النشاط. لقد جعل هذا المكان اللطيف وطبيعة التدريب الجميع أكثر انفتاحاً وتلقائية، وأصبحنا أكثر ارتباطاً بأنفسنا، و مع بعضنا البعض"، علق أحمد، أحد المتدربين.
“لقد كان هذان اليومين مختلفين عن أي تدريبات أخرى، سواء في المنطقة أو في شمال سوريا بأكمله. لا يمكن لأي تقرير مكتوب أن يعكس بشكل صحيح التفاعل والانسجام والفوائد والتعلم الذي رأيناه. وأتمنى أن أصف بشكل أفضل مدى أهمية هذه التجربة، وإلى أي مدى أود الاستمرار في تطويرها وتكرارها ". ختم المدرب مصطفى الحامض.