النساء السوريات كقائدات للعمل المدني في سوريا
5 آب، 2022 - يميل عمل ونشاط النساء عادةً إلى أن يكون ذو مكانة محدودة في الحياة العامة داخل سوريا بوجود صور نمطية قديمة حول قدرتهن على أن يكن قائدات وصانعات قرارات فعَّالة في البيئات المحافظة. لكن هذه الصورة تختلف كل يوم وتتغير بانضمام المزيد من النساء إلى صفوف العمل المدني بحيث يثبتن علنًا على أنهن قادرات على أخذ زمام المبادرة في القيام بصنع دورٍ لأنفسهن.
وحدة دعم وتمكين المرأة، هي إحدى المنظمات التي تدعمها بيتنا وتمول بعض مشاريعها في سوريا، وهي منظمة مجتمع مدني غير ربحية انطلقت عام 2018 بمؤتمر حضرته أكثر من 150 امرأة من ريف حلب الشمالي والشرقي. تضم الوحدة الآن أكثر من 500 عضوة من جميع أنحاء ريف حلب، من عفرين إلى جرابلس.
مهمتها بسيطة: تمكين المرأة من المشاركة بفعالية في الحياة العامة، في مجتمع أكثر مساواة حيث تساهم النساء المتمكنات بشكل كامل في بناء مجتمعهن، وحيث يمكنهن التخفيف من التحديات التي يواجهنها في شراكتهن العامة مع الرجال. وهذا لا يشمل المجال الاجتماعي فحسب، بل يشمل أيضاً المجال السياسي والاقتصادي والثقافي في ريف حلب الشمالي والشرقي.
من خلال قدرتهن على تشكيل لجان فرعية في 12 مدينة في المنطقة، لا تنتظر عضوات الوحدة الفرص لتقديم أنفسهن عن طريق الصدفة: فهن نشيطات، ويثبتن أنفسهن في أدوار قيادية من خلال التواصل مع الجهات الفاعلة الاجتماعية والإدارية المحلية والضغط من أجل الإدماج والتغيير.
مكّن مشروع "تعزيز الأدوار القيادية للمرأة"، الذي تدعمه بيتنا الوحدة من تدريب 90 امرأة على المهارات اللازمة للمشاركة في الشؤون العامة، بما في ذلك التواصل الفعال، والمناصرة، والحوكمة. وبالتعاون مع المجالس المحلية، نظم المشروع أيضاً اجتماعات منتظمة مع النساء في مدن مختلفة في المنطقة للدعوة إلى التمكين الاجتماعي والسياسي للمرأة.
تؤتي جهود الوحدة ثمارها، حيث تشجع النساء الأخريات على الانضمام إليهن. وتذكر مديرة الوحدة نيفين الحوتري أنه في إحدى مناسباتهن في اعزاز جلست شابة تحمل طفلتها بجانب والدتها وهم يستمعن للمدربة. "رأيت فيهن نضال النساء السوريات من جميع الأجيال، يناضلن من أجل أن يكون لهن دور أساسي في مستقبل بلدهن. بالنسبة لي، يبدو الأمر كما لو أن هؤلاء النساء الثلاث هن الماضي والحاضر والمستقبل، يبعثن برسالة لجميع النساء أن المشاركة الحقيقية لا تتعلق بالعمر أو الظروف، بل بالمبادرة والاستمرارية".
لم تنجح الوحدة فقط في إقناع خمسة مجالس محلية بإدراج المزيد من النساء في المناصب القيادية، ولكنها تمكنت من الوصول حتى إلى نساء في المدن التي لم تُنشأ فيها لجان بعد ممن طلبن أنشطة ودورات تدريبية في مناطقهن، بعد سماعهن بنجاح أعمال الوحدة. كما قامت العضوات بالتنسيق مع وحدة دعم الاستقرار المحلية في عدة مدن لتوسيع دائرة نشاط الوحدة.
"تعزيز الأدوار القيادية للمرأة" هو مشروع مهم للوحدة، لأنه استند إلى تقييم احتياجات المرأة في أكثر من منطقة. وساعد لاحقاً في تطوير عمل اللجان ووفر فرصاً قيادية للنساء داخل الوحدة كعضوات، وخارج الوحدة كمؤثرات وصانعات قرار داخل مجتمعاتهن.
كانت المنظمات النسائية في سوريا وما زالت تجد طريقها على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث تتكيف مع الظروف الجديدة في مجتمعاتها وتستثمر في نفسها من خلال تعلم المهارات التي يحتجنها لتوسيع نفوذهن وخياراتهن. إنه دليل على تفانيهن وإنجازاتهن حتى الآن، حيث يتم تشجيع المزيد من النساء على فعل المزيد أيضاً، والسعي وراء التدريبات والانضمام إلى الشبكات التي يمكن أن تساعدهن في تحقيق تلك الأهداف.