ارتفاع مشاركة الشباب السوري في الحياة العامة

20 تموز، 2022 - أظهر الدعم الأخير الذي قدمته بيتنا لمركز هوز والذي أنشئ في عام 2016 في مدينتي اعزاز والباب في شمال غرب سوريا، أن البرامج الخاصة بالفئات الشبابية تحظى بشعبية متزايدة في بعض مناطق سوريا. يضم مركز هوز ستة/ست مديرين/ات و 17 موظفاً/ة، ويعمل مركز هوز بشكل أساسي على رفع مستوى مشاركة الشباب والشابات في الحياة العامة، من خلال العديد من المبادرات المختلفة والمتنوعة.

أتاح برنامج "مواطنة" الذي نفذه مركز هوز مساحات للتعرف على قضايا المواطنة المشتركة بين مجموعات الشباب والفرق التطوعية والمؤسسات والمجالس المحلية. وتعرف المشاركون على العلاقة الأساسية بين المواطنين والدولة، وحقوقهم وواجباتهم، والمساواة وتكافؤ الفرص، والمشاركة في الحياة العامة، والولاء للوطن.

مشاركون/ات في إحدى ورشات عمل مشروع أنتمي في اعزاز

أما من خلال برنامج "تنمية"، قام مركز هوز بتوسيع فكرة المواطنة لتشمل العمل التطوعي للمجتمع المدني، وفهم الشباب للواجب المدني. وقد اشتمل المشروع ورشات عمل غطت تطوير السياسات والتخطيط الاستراتيجي، وتعزيز العلاقات وتطوير علاقات اجتماعية ومهنية أفضل بين المشاركين الشباب. ومن المبادرات التي نتجت عن هذه التدريبات حملة تكللت بالنجاح لتوفير مساحات مناسبة للطلاب لإيجاد أماكن مناسبة لهم للدراسة، حيث أن الكثير من الطلاب هم ممن اضطروا للنزوح من مدن أخرى وليس لديهم أماكن مناسبة ليدرسوا فيها. لذلك، قامت الفرق الشبابية والتطوعية بالتواصل مع مراكز ومؤسسات محلية لتوفير أماكن وأوقات خاصة للطلاب للدراسة.

كما تم تنفيذ حملة لفهم واقع واحتياجات النساء في المخيمات. إذ التقت الفرق بـ 282 امرأة وعملت معهن على استبيانات أسفرت عن ورقة تشرح واقعهن. ثم أجرى مركز هوز عدة أنشطة مع منظمة بسمة وطن بناءً على نتائج البحث لتلبية احتياجات النساء في المخيمات.

في برنامجها الثالث "فكر"، قام مركز هوز بخلق الفرص لأشخاص من عدة مجموعات للعمل معاً على القضايا الفكرية والقانونية. في إطار هذه المرحلة من المشروع، أجرى المنظمون العديد من الأنشطة الثقافية والفكرية والفنية، وأنشأوا مكتبتين في الباب واعزاز تحتويان في البداية على أكثر من 1200 كتاب.

كما ركز مركز هوز أيضاً على بناء القدرات العملية في عدد من المجالات، مثل مشروع "أنتمي /أنتme" الذي يقدم تدريباً على المهارات المكتبية ومختلف المهارات البشرية الأخرى ذات الصلة بالموارد. بالنسبة لمدير مركز هوز التنفيذي، أنس الراوي، "جعلنا هذا المشروع أقرب إلى الشباب وأكثر فهماً لاحتياجاتهم وواقعهم. تعلمنا كيفية التخطيط بطريقة أكثر شمولية للعمل مع الفئات الضعيفة والمهمشة في جميع أنواع الأنشطة. "

في مرحلته الأولى، قام مشروع "أنتمي /أنتme" بمنح 60 ساعة تدريبية على المهارات الحياتية والمهنية المختلفة. تبع ذلك بناء رأس المال المجتمعي، وتعليم الفرق التطوعية كيفية الاستثمار في الموارد المحلية - البشرية والبيئية. خلال تلك المرحلة، نسقت بعض الفرق مع الصيدليات والمستشفيات لتسهيل وتحسين علاج الأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة، بحيث حصلوا/ن على تخفيض بقيمة 30% للمعاينات والعلاج، وتعاونت فرق أخرى مع المؤسسات المحلية لتسهيل وصولهم/ن إليها.

كخطوة أخيرة في هذا المشروع الموجه نحو الانتماء إلى المجتمع، تم تدريب المشاركين لمدة 25 ساعة في المناصرة والتوعية، بما في ذلك كتابة مقترحات لحملات المناصرة مثل دعم حق الأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة في التصميم والمشاركة العامة، ومشاركة أكبر في مجتمعاتهم/ن. كانت بلوتو حملة أخرى من حملات المشروع، وسلطت الضوء على حق الطلاب في تعليم معترف به دولياً. كما أدت حملة "مكاني مو هون" إلى زيادة الوعي بعمالة الأطفال. أما من خلال برنامج "جامعتنا أحلى"، أوضحت فرق المتطوعين الحاجة إلى توفير بيئات مستدامة للطلاب، وبدأت في زراعة الأشجار في العديد من ساحات الجامعات في كلتا المدينتين.

نمت العديد من المبادرات من مشروع "أنتمي /أنتme"، مما يدل مرة أخرى على احتياجات وفوائد تمكين المجتمع المدني السوري على جميع المستويات. إحداها هي "خطوة"، وهي جمعية تواصل العمل مع بعض منظمات المجتمع المدني النشطة في المنطقة بعد التدريبات التي دعمتها بيتنا. وكان هدفها الرئيسي هو مواصلة تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة في الحياة العامة؛ لقد طورت "خطوة" علاقات جيدة في المنطقة وحصلت على عدة تمويلات لعملها.

"غيّر مشروع "أنتمي /أنتme" حياتي للأفضل. لقد كان نافذتي للانخراط في المجتمع المدني بشكل صحيح، مما سمح لي بمعرفة نفسي وقدراتي بشكل أفضل، وجعلني أقابل مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين لا يزالون من بين أفضل من قابلت" قال عقبة حدبة، أحد المشاركين.

أظهرت هذه المشاريع، وغيرها من المشاريع التي تدعمها بيتنا للمساعدة في تمكين المجتمع المدني باستمرار، أنه عندما تُعرض على الشباب السوريين فرص للمشاركة في الأمور العامة التي تهمهم، فإنهم يتوقون إلى أخذها والعمل ضمنها ومشاركتها مع مجتمعاتهم.

Previous
Previous

النساء السوريات كقائدات للعمل المدني في سوريا

Next
Next

شبكات وتحالفات للمجتمع المدني في حلب