الشباب السوري، صناع التغيير وقادة مجتمعيين

مدونة ضيف بقلم ضحى إدريس

لا تعطني سمكة، بل علمني كيف أصطاد
— مثل صيني شعبي

16 كانون الثاني، 2023 - دور الشباب في صناعة التغيير يكمن من خلال إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في المجتمع كونهم العنصر الأكثر تأثيراً، فالشباب يشكلون قوة إيجابية وطاقة شبابية فعالة ويبرز ذلك عند إتاحة الفرصة لهم وتزويدهم بالمعرفة التي يحتاجون إليها.

مع رحلة اللجوء الطويلة والتحديات الكثيرة التي نواجهها كشباب بشكل يومي في بلاد اللجوء والمسؤولية الدائمة التي لا ننكرها والتي تقع على عاتقنا من أوراق ومتطلبات ثبوتية وصعوبة الشروط المتغيرة وقلة الفرص التي تحد من طاقاتنا الشبابية وتحجّم الآفاق والأحلام التي نسعى إليها، إلّا أن هذه الظروف دائماً كانت دافع وحافز للاستمرار والتغيير في كلّ مرة كنا نجد  فسحة أمل يصنعها الشباب  ويبدعون بها، وقد رأينا أثر ذلك بوضوح عندما أتيحت الفرصة للعديد من الشباب فكانوا يبرزون ويبدعون ويتميزون في العديد من المجالات وعلى الكثير من الأصعدة، فقط عندما تمت إتاحة الفرصة لهم مع وجود من يدعمهم ويشجعهم.

مع نهاية عام 2021، قمنا أنا ومجموعة من أصدقائي بتأسيس مبادرة شبابية في لبنان بدعم من منظمة بيتنا أطلقنا عليها اسم سوا ربينا وكان سبب اختيارنا لهذا الاسم هو أن جميعنا في بداية الاغتراب السوري ورحلة اللجوء إلى لبنان كنا أطفال، كبرنا مع المجتمع اللبناني والمجتمع السوري من جميع خلفياته وبعد رفضنا للصورة السلبية التي تنتشر عن اللجوء السوري في المغترب ووصفنا بأننا عبء ثقيل، متجاهلين الكثير من الإنجازات والأثر الذي يتركه الوجود السوري في كل مكان من العالم, فقد كنا شاهدين على التقلبات الكثيرة التي حصلت معنا والمراحل التي مررنا بها وأثر ذلك على مستقبلنا.

عملنا من خلال مبادرتنا مع مجموعة من الشباب السوري واللبناني على عدة أهداف أبرزها هو فتح باب الحوار وإتاحة الفرصة للشباب وإشراكهم في المجتمع من خلال تدريبهم وتمكينهم للمساهمة في  صياغة المبادرات والعمل على قيادتها وخلق فرصة لهم لإثبات أنفسهم على الأرض والتشبيك مع الجمعيات المحلية والدولية والسعي من أجل مشاركة الخبرات التي اكتسبوها مع المجتمع المحيط بهم من خلال مشاركتهم وعملهم وذلك بغية التغيير الإيجابي.

لقد قمنا بتنفيذ عدة مبادرات اجتماعية بطاقات وجهود شبابية رائعة بعيداً عن وجود تمويل أو دعم كبير وبالرغم من ثقتنا في نجاحها بسبب الأفكار التي تحملها وتسعى لمعالجتها إلّا أننا في كل مرة كنا نتفاجئ بالكثير من قصص النجاح والنتائج التي كنا نراها والتي كانت تؤكد قدرة الشباب في خلق بصمة اجتماعية مؤثرة.

أثمرت هذه المبادرة بخلق فرصة مكنت الشباب المشاركين في التدريبات من تنفيذ عدة مبادرات اجتماعية خاصة بهم وتسليط الضوء على العديد من المشاكل والبحث عن حلول ابتكارية بروح شبابية لها، كما أنها ارشدتهم نحو الطريق الذي يفضلونه ويريدون أن يرسموه ويشاركون فيه.

لذلك علينا دائماً أن نسعى من أجل أن يشارك الشباب السوري في صناعة القرار والتغيير وأن يكونوا حلاً لمشاكل مجتمعهم ليشاركوا على جميع الأصعدة ليس فقط كمتطوعين أو مشاركين بالتأكيد أيضاً كقادة مسؤولين عن مجتمعهم، وأن ندعمهم حتى يطوروا أنفسهم ويكتسبوا المهارات اللازمة للمساهمة بقدراتهم وطاقاتهم ليكونوا مستعدين لأخذ المبادرة المستقبلية وليكونوا قادة مجتمعيين. بالتأكيد، إن جهودهم وطاقاتهم ومهاراتهم وشغفهم هم الدافع الأكبر من أجل تحسين الظروف المعيشية والاجتماعية ورفع مستوى الوعي لدى الشباب والمجتمع السوري والمشاركة في صنع القرار وبناء سوريا المستقبلية.

نستخلص بعد فترة طويلة من المشاركة والعمل الاجتماعي مع فئة الشباب ونؤكد على أننا قادرين على رفع مستوى الوعي من خلال المشاركة، وباستطاعتنا التغير إذ ننتمي إلى هذه المساحة الاجتماعية التي تشعرنا بالأمان وتحمل هم التغيير.

ونجد أن الرسالة الأهم التي يجب أن نتحلى بها ونعمل عليها دائماً، هي أن الشباب، وفي أشد الظروف، قادرين على التغيير وخلق العديد من الفرص وكتابة قصص نجاحهم بأنفسهم ما دمنا نسعى لبناء المستقبل الذي نريد وننتمي إليه، وأن يكون وقودنا الأمل من أجل العمل، فعلينا عدم الاستسلام والتوقف عن المحاولة، وخير دليلٍ وبرهانٍ على ذلك هو الكثير من قصص نجاح الشباب المبشرة دائماً في أحلك وأشد الظروف.

تنويه: يعبِّر هذا المقال عن رأي كاتبته فقط، ولا يعبِّر بالضرورة عن رأي موقع بيتنا.

Previous
Previous

عمل وعطاء وهمَّة مع ذوي وذوات الإعاقة داخل سوريا

Next
Next

المجتمع المدني السوري – القادة الشباب