عمل وعطاء وهمَّة مع ذوي وذوات الإعاقة داخل سوريا
14 آذار، 2023 - من ضمن المشاريع الكثيرة والمميزة لهذا العام، قامت بيتنا بدعم مشروع قدرات الخاص بالعمل مع ذوي وذوات الإعاقة والذي تبنته جمعية سنابل الأمل في ريف حلب الغربي.
يهدف المشروع إلى دعم وتمكين الأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة وجعلهم/ن أكثر قدرة على الاعتماد على أنفسهم/ن وممارسة حياتهم/ن بشكل طبيعي وأكثر يسر وسهولة. كما هدف المشروع إلى توعية المجتمع ومقدمي/مقدمات الرعاية حول أهمية هذه الفئة وضرورة استثمار طاقاتهم/ن لبناء المجتمع الذي يضمن حقوق كافة مكوناته وزيادة الحساسية لقضايا الفئات المهمشة.
بعد أن قام الفريق بزيارات ميدانية لعدد من المراكز التي تهتم بذوي/ذوات الإعاقة للاطلاع على الخدمات التي من الممكن تقديمها للأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة، تم تقديم مستلزمات البيئة الموائمة من تأمين السماعات للأطفال الذين لديهم مشاكل في حاسة السمع. كما تم تخديم 35 حالة من مختلف الإعاقات ومنها الحركية، والسمعية، والبصرية، وتم تقديم بعض الخدمات الأخرى ومنها تقديم حمام افرنجي، نظارات طبية خاصة، سماعات، رمب، كراسي متحركة، وصيانة كرسي كهربائي.
في الشق الثاني من المشروع، قام المدرب عماد البشتيني وهو من ذوي الإعاقة البصرية، والمدربة شيماء هلال وهي من ذوات الإعاقة الحركية بتمكين الكوادر العاملة على خدمة الأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة ليصبحوا/ن أكثر خبرة في العمل مع الأنواع المتعددة للإعاقات بما يعود بالفائدة على الأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة، وخاصة الأطفال. حيث تم تدريب 75 شخص من الكوادر العاملة مع ذوي/ذوات الإعاقة على أهمية التربية الخاصة وأساسيات التعامل وطرق التواصل والتعامل معهم/ن بعد أن تم تدريب الكوادر كذلك على إدارة الحالة للأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة وتعلم لغة برايل، ووضع الخطط الممنهجة لدراسة حالتهم/ن وتأمين ما يلزمهم/ن من خدمات.
وفي ختام هذا المشروع الرائع، احتفلت منظمة سنابل الأمل مع مدربيها ومتدربيها باليوم الدولي لذوي/ذوات الإعاقة الذي تم من خلاله تسليط الضوء على فئة ذوي/ذوات الإعاقة وكسر الصورة النمطية لدى المجتمع عنهم/ن.
تم في الحفل تكريم 15 من ذوي/ات الإعاقة ممن لديهم/ن قصص نجاح في التغلب على إعاقاتهم/ن، وتكريم 5 أشخاص قدموا/ن خدمات للأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة وساهموا/ن في دعمهم/ن.
قام بتقديم الحفل الآنسة شيماء هلال، وهي من ذوات الإعاقة الحركية، حيث تفاعل الجمهور مع تواجدها وتحديها لإعاقتها وقدرتها على أن تكون في المراكز القيادية ضمن منظمات المجتمع المدني وتحفيز أقرانها على أن يحذو حذوها في التغلب على إعاقتها. وشمل الحفل 225 شخص منهم 150 شخص من ذوي/ذوات الإعاقة وعدد من منظمات المجتمع المدني التي لديها اهتمام بقضايا ذوي/ذوات الإعاقة والأسر التي لديها أطفال من ذوي الإعاقة وذلك ضمن المركز الثقافي في مدينة الأتارب.
كان من أهم نتائج هذا المشروع العمل مع النساء وتمكينهن حيث يعتبرن الفئة الأكثر تهميشاً، إذ كانت نسبة مشاركتهن هي 50% تقريباً في كافة الفعاليات. كذلك كانت مشاركة الأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة بفعالية خلال دورة حياة المشروع كاملة من خلال التدريبات من أهم إنجازات هدا المشروع. وكان لخدمات إدارة الحالة التي تم تقديمها أثراً كبيراً على العديد من الأشخاص وخصوصاً الأطفال، حيث زادت مشاركتهم/ن الفاعلة في أنشطة المجتمع المختلفة وازدادت نتائج تحصيلهم/ن العلمي. كما نتج عن هذا المشروع سلسلة توعوية رائعة على طريقة الرسوم المتحركة لمقدمي/ات الرعاية للأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة.
يقول السيد رامي الأحمد، المدير التنفيذي لمنظمة سنابل الأمل: "كان لمشروع قدرات أثر كبير في دعم وتمكين الأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة الذين/اللواتي يعتبرون/يعتبرن أشد الفئات المهمشة ضعفاً، وخاصة النساء، حيث ساهم في نشر الوعي المجتمعي بأهمية قضايا ذوي/ذوات الإعاقة وأهمية التخلص من وصمة العار عند العديد من مقدمي/ات الرعاية تجاههم/ن. كما ساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية هذه الفئة وضرورة مشاركاتها في بناء المجتمع ودفع الأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة للتخلص من العزلة والانطواء على أنفسهم/ن، والانتقال من كونهم/ن أفراد مستهلكين/ات إلى أشخاص منتجين/ات يتركون/يتركن أثراً في المجتمع."