ويستمر العطاء نحو المزيد من الإلهام والأمل

12 نيسان، 2023 - يقولون إن معظم الأشياء المهمة في العالم قد تم إنجازها من قبل أشخاص استمروا في المحاولة عندما بدا أنه لا يوجد أمل على الإطلاق، وأن القوة لا تأتي من القدرة الجسدية، إنما تنبع من إرادة لا تُقهر. وهذا هو حال الشاب المثابر علي منصور، طالب كلية التربية الخاصة في جامعة حلب الحرة البالغ من العمر ٢٢ ربيعاً وهو كفيف بنسبة ٨٠%. ولأنه يريد التقدم والتطور في حياته، قرر علي المشاركة في برنامج قدرات المدعوم من قبل بيتنا والذي نفذه شركاؤنا في منظمة سنابل الأمل، وهو مشروع لدعم ذوي وذوات الإعاقة.

في شهر تشرين الثاني من العام الفائت، انضم علي إلى الدورة التدريبية الخاصة بالقراءة على طريقة برايل، وصمم على المتابعة في التدرب على الأحرف وطريقة قراءتها لأنه أراد أن تتاح له الفرصة لقراءة المزيد من الكتب ونهل المزيد من العلم، وبالفعل، تعلم علي الطريقة بفترة قياسية.

يقول علي: "كان لهذا التدريب بصمة كبيرة في حياتي، فقد ساعدني في التعمق في مجالي العملي والاستفادة كوني أدرس تربية خاصة. إنني أسعى وأطمح إلى أن اتقن هذه اللغة بشكل أكبر حتى أستطيع أن اقرأ الكتب المطبوعة بنفس الطريقة، وأنقل هذه الخبرات وهذه التجارب إلى الآخرين."

بعد أن أنهى الدورة التدريبية، انضم علي إلى مركز حمزة الخطيب لذوي/ذوات الاحتياجات الخاصة التابع لجمعية سنابل الأمل وبدأ بتعليم طفلين على القراءة بلغة برايل، وهما الطفل محمود البالغ من العمر ١٠ سنوات، والطفلة كوثر ذات الـ ١٢ عاماً. وقد بدءا بالتعلم بشكل فعلي وقد وصلا إلى مرحلة متقدمة حيث يتقنان ثلثي الأحرف الأبجدية قراءة وكتابة من خلال عطاء أستاذهما وصبره معهما للتعلم بذات الطريقة التي تعلم بها.

يقول الطفل محمود: “أنا سعيد جداً بالتعلم مع الأستاذ علي، وأريد أن أتقن هذه اللغة كي أستطيع القراءة والكتابة ولكي أتمكن من قراءة القرآن.”

كما يقول السيد رامي الأحمد، مدير جمعية سنابل الأمل: "الأستاذ علي منصور أحد المستفيدين من مشروع قدرات، وباعتبار أنه يدرس في الجامعة في قسم التربية الخاصة فقد أحدث له تدريب طريقة برايل نقلة نوعية باعتبار أنه من ذوي الاعاقة البصرية، وبعد حضوره للتدريب استطاع بالتواصل بشكل مستمر مع مدربة المادة بزيادة معرفته بهذه الطريقة حتى وصل لدرجة إتقان أهّلته لتعليم الأطفال هذه الطريقة وخاصة بعد ترشيحه من قبل جمعية سنابل الأمل ليكون أحد المدربين في مركز حمزة الخطيب التابع للجمعية والمدعوم من قبل منظمة بنيان. نعتبر الأستاذ علي من الأشخاص المتميزين ضمن المركز."

Previous
Previous

من شمال سوريا، اتحادات ونقابات لإيصال الصوت ونيل الحقوق

Next
Next

عمل وعطاء وهمَّة مع ذوي وذوات الإعاقة داخل سوريا