أهمية وفوائد التعليم الالكتروني

مدونة ضيف بقلم المدرب فراس حمدوني

30 تشرين الثاني، 2022 - مع تقدم التكنولوجيا وتزايد الانتقال للعالم الرقمي، تزداد شعبية التعليم عبر الإنترنت. لقد ثبت أنها طريقة ناجحة للتعليم والتدريب وتقدم عدداً من الفوائد المختلفة عند مقارنتها بالتعليم التقليدي. في حين أنه مفيد، إلا أنه يحتوي أيضاً على بعض التحديات. يعد فهم مزايا التعليم/التدريب عبر الإنترنت أمراً مهماً لأنه قد يساعد في اتخاذ قرارات مهمة بشأن طريقة التعليم، ومنهجية التدريب، وآلية صياغة برامج التمكين وبناء القدرات الخاصة بمنظمات المجتمع المدني. في هذه المقالة، سنناقش أهمية التعليم والتدريب عبر الإنترنت.

أحد المصطلحات الأكثر استخداماً بعد جائحة كورونا (COVID-19) هو مصطلح "الوضع الطبيعي الجديد". يتمثل الوضع الطبيعي الجديد في التعليم والتدريب في زيادة استخدام أدوات التعليم عبر الإنترنت. أطلقت جائحة كورونا طرقاً جديدة للتعليم والتدريب. في جميع أنحاء العالم، تطلعت المؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني نحو منصات التعليم والتدريب عبر الإنترنت لمواصلة عمليات التعليم والتدريب. لقد برز التعليم والتدريب الرقمي كمفهوم ضروري للمؤسسات التعليمية، منظمات المجتمع المدني، والشركات في جميع أنحاء العالم. بالنسبة للعديد من المعاهد التعليمية، هذه طريقة كانت جديدة نسبياً للتعليم، ولكن حالياً، ارتفع الطلب على التعليم والتدريب عبر الإنترنت بشكل كبير، وسيستمر ذلك في المستقبل.

إنه يعزز التنوع: يربط افتراضياً الطلاب/المتدربين والمعلمين/المدربين دولياً تماماً مثل الحرم الجامعي العالمي أو قاعات التدريب العالمية، تتمثل إحدى ميزات التعليم والتدريب عبر الإنترنت في قدرته على ربط الطلاب/المتدربين والمعلمين/المدربين حول العالم. مع التعليم التقليدي، يحدد النطاق الجغرافي الفئات التي يمكنك التسجيل فيها. يمكنك التسجيل في تدريبات وفصول دراسية في جميع أنحاء العالم، مما يوفر فهماً أكثر عمقاً للآليات العالمية في التعليم والتدريب، ومساعدة الطلاب/المتدربين على بناء شبكتهم وتطوير عقلية دولية. إن اكتساب وجهات نظر مختلفة والتعرف على الثقافات المختلفة يساعد أيضاً في مهارات التفكير لدى الطلاب/المتدربين. 

إنه أكثر فعالية: من حيث التكلفة من التعليم أو التدريب التقليدي، فعلى عكس أساليب التعليم التقليدية، يميل التعليم عبر الإنترنت إلى أن يكون ميسور التكلفة. غالباً ما توجد أيضاً مجموعة كبيرة من خيارات الدفع المناسبة. هذا يسمح لإدارة أفضل للميزانية المالية، يمكنك أيضاً توفير المال من التنقلات والمواد الصفية، والتي غالباً ما تكون متاحة مجاناً من خلال التعليم والتدريب عبر الانترنت. ليس ذلك فحسب، بل هناك أيضاً الكثير من المنح الدراسية المتاحة للدراسات عبر الإنترنت هذه الأيام. بمعنى آخر، الاستثمار النقدي أقل، لكن النتائج يمكن أن تكون أفضل من الخيارات الأخرى.

إنه أكثر مرونة: عند التفكير في أهمية التعليم والتدريب عبر الإنترنت للطلاب والمعلمين، فإنه يوفر ساعات تعلم وتدريب أكثر مرونة، فإن ساعات التعليم والتدريب المرنة لها تأثير كبير. تعني الظروف أنه لا يمكنك دائماً اتباع الجدول الزمني التقليدي للتعليم في الفصول الدراسية وفي برامج التدريب، ويمكن أن تكون القدرة على التعلم بساعات أكثر مرونة ميزة مهمة. يوفر التعليم عبر الإنترنت للطلاب/للمتدربين فرصة التعلم في أي وقت يناسبهم. وهذا يساعدهم على تحقيق التوازن بين تعليمهم وحياتهم الشخصية. وتتمثل إحدى ميزات التعليم/التدريب عبر الإنترنت في أن الطلاب/المتدربين يتمتعون بمزيد من المرونة وفقاً لسرعتهم الخاصة. هذا مهم أيضاً للمعلم/للمدرب لأنه يساعدهم على تنظيم فصولهم لتناسب متطلبات التعلم الفردية لكل طالب/متدرب. وهذا يؤدي الى درجات محسّنة وتجربة أكثر إمتاعاً للطالب والمعلم. يسمح للطلاب/للمتدربين بخلق بيئة التعلم/التدريب وبناء القدرات الخاصة بهم، ويشعرون بمزيد من الراحة في التعلم في بيئة من اختيارهم. هذا ليس ممكناً دائماً في الفصل الدراسي أو في القاعة التدريبية غير الافتراضية، ولكنه أحد المزايا الرئيسية للتعليم/للتدريب عبر الإنترنت.

إنه غير محدد بنطاق معين: يمكّنك التعلم أو الحصول على تدريب عبر الإنترنت من أي مكان في العالم. هذا يعني أنه ليست هناك حاجة للتنقل من مكان إلى آخر، أو اتباع جدول زمني صارم. علاوة على ذلك، لا توفر الوقت فحسب، بل توفر أيضاً المال، والذي يمكن إنفاقه على أولويات أخرى. على سبيل المثال، إذا كنت تدرس بالخارج وترغب في الحصول على وظيفة، فإن التعليم عبر الإنترنت يعد خياراً رائعاً. لا يوجد سبب للتخلي عن العمل أو الدراسة أثناء استكشاف أماكن جديدة.

كما أنه وبحسب تجربتي العملية في عملي واجراء تدريباتي عبر الانترنت للسنة الرابعة على التوالي، يبقى لدينا التحدي الرئيسي للتعليم والتدريب عبر الإنترنت هو الاتصال بالإنترنت. في حين نمى انتشار الإنترنت بسرعة فائقة خلال السنوات القليلة الماضية، في المدن والبلدات الأصغر، يمثل الاتصال المستمر بالسرعة المطلوبة مشكلة. ففي حال عدم الاتصال بالإنترنت المناسب، سيبقى ذلك عائقاً أمام الطلاب والمتدربين، للوصول للتعليم والتدريب عبر الانترنت. كما أن هناك تبعات أخرى بحسب استطلاع للرأي قمت به مع مجموعات من المتدربين (30 متدرب/ة) عبر الانترنت، فقد أكد 90% من العينة تفضيلهم الحصول على تدريبات عبر الانترنت بدل من التدريبات التقليدية، بشكل رئيسي للمرونة والقدرة على التفاعل مع أشخاص من بيئات وثقافات مختلفة، وقد أكد 85% من العينة التي خضعت للاستبيان، بأن ذلك قد يساهم نسبياً في زيادة الشعور بالعزلة، حيث أنه يمكن للطلاب تعلم الكثير من رفقة أقرانهم وبناء شبكة علاقات من خلال التعليم/التدريب التقليدي، باعتبار أنه، في التعليم/التدريب عبر الإنترنت ، يوجد حد أدنى من التفاعلات الجسدية بين المتدربين والمتدربين، وهذا يضع أمامنا نقطة يجب العمل عليها، للتغلب على التحديات والتبعات المرافقة للتعليم والتدريب عبر الانترنت. 

كما أن قطاع منظمات المجتمع المدني: يحتاج إلى نهج خاص به في التعليم والتدريب عبر الانترنت يركز على التمكين، بدلاً من محاكاة التعليم الإلكتروني على غرار الشركات والجامعات. تهدف هذه الأساليب إلى تمكين الناس بدلاً من مجرد تدريبهم. الفرق بين هذه المفاهيم مهم. عندما نقوم بتمكين الناس، فإنهم يصبحون وكلاء تغيير حقيقيين ويملكون/يأخذون السلطة لإحداث فرق، لفعل شيء لمعالجة المشاكل - داخل منظماتهم أو مجتمعاتهم.

الملخص:

هذه ليست سوى أسباب قليلة لاختيار التعليم أو التدريب عبر الإنترنت، ولماذا يعتقد معظم الطلاب/المتدربين اليوم أن التعليم عبر الإنترنت هو أفضل من تجربة الفصل الدراسي أو التدريبي التقليدي بالرغم من بعض التبعات. كما هو الحال مع معظم طرق التعليم/التدريب، فإن التعليم/التدريب عبر الإنترنت له مجموعة خاصة به من الإيجابيات والسلبيات. سيساعد فهم هذه الإيجابيات والسلبيات المؤسسات في وضع استراتيجيات لتقديم التعليم والتدريب بشكل أكثر كفاءة، مما يضمن رحلة تعليمية أو تدريبية فعالة.

تنويه: يعبِّر هذا المقال عن رأي كاتبه فقط، ولا يعبِّر بالضرورة عن رأي موقع بيتنا.