تدريبات المهارات التي لا تزال تجذب الشباب السوري

19 تشرين الأول، 2022 - مع انتهاء الصيف تبدأ بيتنا دورتها التدريبية الجديدة في العديد من المدن داخل سوريا، ويبدأ معها موظفونا/موظفاتنا الميدانيين/ات العمل بجهدٍ ونشاط لاستكمال المهام الموكلة إليهم/ن.

تستمر الموضوعات المتعلقة بالتمكين السياسي في إثارة الكثير من الاهتمام، كجزء أساسي من مفهوم المجتمع المدني السوري الذي يسعى للتغيير نحو مستقبلٍ أفضل. في تدريبٍ حول القانون الدولي الإنساني، بحث ما يقرب من 70 شاب وشابة في أهمية بناء مؤسسات قانونية قوية ومستقلة، وتفعيل دور المجتمع المدني في ضمان احترام القوانين. كما غطى المشاركون التداعيات القانونية للانتهاكات المرتكبة أثناء النزاع في سوريا.

أفاد مدرّبو بيتنا أن مواقف المشاركين بدأت تتأثر وتتغير أثناء ورشات العمل هذه، حيث تحول حديث الكثير من المشاركين من النهج العاطفي إلى خطابٍ أكثر انضباطاً ووعياً من الناحية القانونية؛ هذا لا يعكس فقط فهماً أعلى لهذه القضايا، ولكن أيضاً عامل المسؤولية الإضافي. وكما قال لنا أحد المشاركين، "كانت الأمثلة العديدة عن الانتهاكات مفيدة جداً في فهمنا لكيفية عمل التوثيق والرجوع إلى القانون، وما هي أهميتها بالنسبة لمستقبلنا".

وركزت ورشات عمل أخرى على مواضيع قضائية مختلفة، بما في ذلك العدالة الاجتماعية والعدالة الانتقالية. كما هو الحال مع القانون الدولي، إذ أن للإجراءات أهمية مركزية في إيصال غاية العدالة الانتقالية، وآليتها في توفير العدالة للضحايا والمساءلة أمام الجناة، وتعزيز سيادة القانون.

كان التفريق بين العدالة الانتقالية والجوانب الأخرى للعدالة، والتعريف بالقانون الدولي لحقوق الإنسان وصلته بالعدالة الانتقالية، من النتائج المرحب بها للمشاركين الذين ناقشوا مفهوم الهوية الوطنية والمصالحة الوطنية كعناصر ضرورية للعدالة الانتقالية والسلام. قال المدرب فراس سامح: "يتم استقبال ورشات العمل هذه دائماً بشكل جيد، لأن المشاركين يدركون تماماً الحاجة إلى إعادة التأهيل الجسدي والنفسي للضحايا، واستعادة الحقوق، ولديهم سياق أفضل حول أساسيات العدالة الانتقالية التي يجب تحقيقها".

غطت هذه السلسلة من التدريبات أيضاً أدوات واستراتيجيات الإدارة عن بُعد، وهو موضوع أصبح وثيق الصلة بشكل متزايد بالفِرق المنتشرة في مواقع مختلفة، ووجده المشاركون موضوعاً شيقاً ومفيداً. "لقد قمنا بلعب أدوار مختلفة، بما في ذلك الأدوار القيادية، والتي علمتنا طرق تحفيز أعضاء الفريق وإدارة أدائهم بفعالية. وقد ساعدنا هذا حقاً في تحديد مسؤوليات المستويات الإدارية في الإدارة عن بُعد." علقت إحدى المشاركات.

من خلال التدريب الشامل على تخطيط التمويل، اكتسب المشاركون أيضاً فهماً عاماً للقضايا المالية المتعلقة بالمجتمع المدني، وتعلموا بعض المراحل اللازمة للعمل مع المانحين الدوليين - من صياغة مقترح المشروع، ووضع خطة مالية، وضمان نظرة عامة شاملة من مشاريعهم من البداية إلى النهاية. "موضوع هذا التدريب مهم لعملنا،" أخبرنا أحد المشاركين لدينا، وهو عضو نشيط في مجموعات عمل المجتمع المدني. وأضاف: "نأمل أن ننفذ هذه الأفكار في منظماتنا، لأن هذا لا يساعد فقط في تلبية مطالب الإدارة العليا، ولكن أيضاً مطالب المانحين".

إن الطلب المتزايد باستمرار على مثل هذه التدريبات هو شهادة على رغبة الشباب السوري المستمرة في الحصول على المزيد من المعارف القابلة للتطبيق والمهارات المهنية، وهي خدمة تلتزم بيتنا بتقديمها لأنها تساعد في تمكين المجتمع المدني السوري.

Previous
Previous

العمل المدني - نظرة إلى الواقع واستشراف للمستقبل

Next
Next

الإنجليزية في مكان العمل