لمزيدٍ من الأمن والسلامة داخل سوريا للعاملين والعاملات في المنظمات المحلية

26 حزيران، 2023 - ضمن الظروف التي تعيشها سوريا من نزاعات وحروب وغياب للسلطة الأمنية بشكلها الرسمي في معظم المناطق، يغدو البحث عن أفضل الوسائل للأمن والوقاية من أهم الضرورات على المستويين الشخصي والوظيفي ضمن نطاق العمل. ولأن كثيراً من المنظمات المحلية داخل سوريا معنية بالحفاظ على سلامة موظفيها، قررت بيتنا تنفيذ ورشة وتدريب خاصين بالأمن والسلامة للفرق التطوعية وموظفي المنظمات المحلية، وتضمن التدريب مستويين، شمل المستوى الأول مفهوم وتعاريف الأمن والسلامة، تدابير الحوادث المرورية والتعرض للألغام، التصرف عند حواجز التفتيش وتعرض السيارة لإطلاق نار مباشر وغير مباشر، التصرف الصحيح اثناء القصف في (مكان العمل، المدرسة، المنزل، الأسواق، المخيمات)، الملاجئ وأنواعها، تحليل الوضع، الدعائم السبعة للأمن والسلامة، وأخيراً، نظم الإنذار المبكر والبحث والإنقاذ.

بينما هدف المستوى الثاني إلى رفع كفاءة الجمعيات والفرق التطوعية في مجال الأمن والسلامة عبر التعرف على أسباب التدهور الأمني للعمل الإنساني، تدابير الإدارة الأمنية في بيئة الصراع، مفهوم إدارة المخاطر الأمنية، الأطر الأساسية لإدارة المخاطر الأمنية، منهج تقييم وتحليل المخاطر، الإستراتيجية الأمنية، إدارة الحوادث الأمنية النوعية، أمن وسلامة المباني أو المنشأة، الاتصالات، أجهزة الاتصال اللاسلكي ذات الترددات العالية جداً وفوق العالية، الاجراءات الأساسية للاتصالات اللاسلكية، معايير السلوك، التعامل مع الإعلام، وآلية إعداد تقرير الحوادث الأمنية.

في كلا التدريبين، تعلم المشاركون والمشاركات الكثير عن تدابير الأمن والوقاية والاتصال عبر الأجهزة اللاسلكية وضرورة اقتناء حقيبة الاسعافات الأولية في كافة الأوقات لإنقاذ المتضررين من الحوادث إلى حين وصل الفرق الطبية المتخصصة، والكثير من الخطوات اللازمة لحماية النفس والآخرين ضمن محيط الحوادث والقصف والتفجيرات.

يقول المدرب عبدالله نعمة: “كان للتدريب أثر واضح على المتدربين، فقد ساهم في رفع كفاءة وقدرة المتدربين على التعامل مع حالات الأمن والسلامة، وخاصةً فيما بتعلق بموضوع القصف والملاجئ والاخلاء والاتصالات حيث تعد من الأحداث شبه اليومية التي يتم التعرض لها ويتحتم على الفرق الميدانية التعامل معها بشكل آني ولحظي. كما لاحظنا اثناء الجلسات التدريييية اهتمام المتدربين بشكل واضح بإجراءات السلامة، بالإضافة لطرح مجموعة من القضايا التي يتمنون الحصول على تدريبات فيها في الايام القادمة ومنها تدريب الإسعاف الأولي وإدارة الكوارث”.

وفي حديثنا مع حسن الشامي، وهو أحد المتدربين، قال حسن: "كوني أعمل صحفياً، فإن هذا التدريب هو من أهم التدريبات بالنسبة لي ولعملي الذي يستوجب مني السفر والتواجد في أماكن خطيرة لنقل صورة الأحداث أثناء أو بعد وقوعها".

أخبرنا حسن كذلك عن إفادة التدريب له حين تواجده في منطقة جسر الشغور قبل بضعة أيام، وهي منطقة معرضة للقصف بشكل مستمر من قبل الطيران الروسي، حيث قال حسن أنه عمل وفقاً لمنهجية التدريب بأخذ الإجراءات الاحترازية بسلك طرق فرعية، ورصد المنطقة وأبنيتها لدخولها احتماءً من الشظايا، كما أنه بحث عن أماكن وجود الأشجار للاختباء تحتها حيث يصبح من الصعب كشفهم من قبل الطائرات الحربية. وغير ذلك الكثير من الخطوات التي تساعد في الحماية والنجاة.

في بيتنا، يسعدنا تمكننا من مشاركة هذه المعلومات مع الفرق التطوعية والعاملين والعاملات في المنظمات المحلية، والذين/اللواتي بدورهم/ن يساهمون/يساهمن بنقل هذه المعارف إلى باقي الزملاء والأشخاص الآخرين في محيطهم/ن ليبقوا جميعاً بخيرٍ وسلامة.

Previous
Previous

اليوم العالمي لمهارات الشباب

Next
Next

دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز وحماية حقوق الإنسان في مناطق سيطرة القوات غير الحكومية