دراسة إدارة المخاطر - منصة المجتمع المدني. 2023

24 أيار، 2023، تتصدّى هذه الدراسة لمسألة انقسام المجال المدني العام في سوريا إلى ثلاث بيئات منفصلة عن بعضها البعض وفق خرائط السيطرة العسكرية القائمة، بالتركيز على جزئية إدارة المخاطر، تحلّل هذه الدراسة بيئات العمل المدني الرئيسية الثلاث في سوريا بشكل مقارن، وتطرح الأسئلة حول ملامح تلك البيئات الثلاث، طبيعة وترتيب مخاطر كل منها، كما تتقصّى مختلف السبل الرسمية وغير الرسمية التي تتبعها منظمات المجتمع المدني للنّجاة.

تستند النتائج إلى دراسة حالة 15 منظمة مجتمع مدني موزعة بالتساوي على مناطق السيطرة الثلاث، كما تبني على الأدبيات العديدة التي نشرت حول تجربة المجتمع المدني السوري خلال النزاع، والتي قلّما درست مناطق السيطرة المختلفة في إطار مقارن.

أظهرت دراستنا أنّ بيئة العمل المدني في مناطق سيطرة الحكومة المركزية هي الأكثر قسوة على المنظمات، حيث بدا أن أبرز الأخطار في تلك المناطق هي بالترتيب: المخاطر المتعلقة بالسلطة، وتلك المتعلقة بالتمويل، وبالدرجة الثالثة مخاطر متعلقة بحالة الانقسام الاجتماعي.

مناطق سيطرة الإدارة الذاتية أتت ثانياً من حيث قسوة بيئة العمل المدني، لكن أبرز المخاوف هناك كانت متعلقة بالوضع الأمني العام ثم بالسلطات، وأخيراً جاءت مخاطر التمويل.

قريباً من ذلك، ركّز الناشطون في مناطق سيطرة المعارضة على مخاطر الوضع العام، والسلطة، وأخيراً مخاطر متعلقة بالمجتمعات المحلية.

تباين طبيعة المخاطر وشدّتها بين منطقة وأخرى يُفسّر خلال هذه الدراسة بمقاربات مختلفة (كيفية وكمية).

توصي هذه الدراسة الجهات المهتمة بتعزيز دور المجتمع المدني في سوريا، عبر إيلاء مزيدٍ من الاهتمام بحقيقة انقسامِ المجال المدني السوري، والحاجة لخلق روابط ونقاط لقاءٍ فيما بينها مما يسهّل اندماجها لاحقاً في مرحلة ما بعد النزاع، كما تؤكّد الحاجة للمزيد من الاستثمار في العلاقة بين المنظمات والمجتمعات المحليّة التي تعمل ضمنها، كشرط لاستدامة وفعالية العمل المدني، وتقترح إعادة التفكير في بعض جوانب المقاربة الدّولية تجاه المجتمع المدني السوري، من حيث سبل دعمه، وأدواره المفترضة ضمن المشهد الحوكمي والسياسي.

Previous
Previous

مسودة نموذج قابل للتطبيق لتوضيح آلية إدماج النساء في الاجتماعات العامة

Next
Next

لا قضايا تجمعنا - عوامل استقطاب المجتمع المدني السوري